في غير مدرسة حكومية وأهلية مجموعة من الفتيات الموهوبات والأكيد أن في مدارس ابنائنا الذكور ايضاً مجموعة رائعة من الموهوبين. ولكن لا أعتقد أن ما يعانيه الموهوب يماثل نفس معاناة الفتيات لذلك أتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تسمح لمدارس البنات أن تنفتح أكثر على المجتمع ومؤسساته لدعم هؤلاء الفتيات. ليس بالضرورة أن يكون الدعم مادياً كما قد يتبادر للذهن، بل ربما يفوق ذلك مثل الاستعانة بالخبرات النسائية لتطوير فكر تلك الموهوبة سواء من خلال ورش عمل أو محاضرات وندوات.. ايضاً يمكن عمل دورات تدريبية لتلك الفتيات في مجال إبداعهن. تلك المبدعة في الشعر ماذا لو التقت بشاعرة معروفة.. ولتلك المبدعة بالرسم ماذا لو التقت برسامة خبيرة.. وتلك المبدعة في الخطابة ماذا لو التقت بخبرة في مجالها؟ تلك العقول المخترعة ماذا لو التقت بمن سبقها في المجال ماذا لو التقت تلك الفتيات برموز الوطن النسائية المتميزة في غير مجال؟ اعتقد أن دعم تلك الموهوبات مسؤولية الجميع وليس البعض.. لن تستطيع المعلمة استثارة إبداع وطاقات طالباتها إن لم يدعمها المجتمع عبر وسيلة وأخرى.. ولن تستطيع المرشدة الطلابية أن تعزز من تطوير تلك المواهب إن لم تنفتح المدرسة على بقية مؤسسات المجتمع.. لا اعتقد أن هناك إشكالية أن تقيم مدرسة حكومية ورشة عمل تدريبية لطالبات موهوبات في فن الرسم تحت اشراف فنانة معروفة بل إن ذلك يدخل في إطار التكامل بين اعضاء المجتمع ومبدعيه وبين المدرسة.. لن نجد مشكلة ان يتم إقامة ورشة عمل تدريبية لهندسة الحاسب الآلي لفتيات موهوبات في المجال وإن كانت المدربة من شركة خاصة. ولعل الأمر يأخذ عمقاً وشمولاً أكثر بأن تنتقل تلك الفتيات وتحت اشراف المدرسة لمؤسسات المجتمع ليرين على أرض الواقع أن احلامهن يمكن أن تتحقق عبر غير مؤسسة وعبر غير طريق.. وأن احلامهن جزء من نهضة الوطن وأن نهضة الوطن تحتاج لتلك الطاقات الشابة لتستمر في حركتها وانتعاشها.. وعطائها بكل تجدد. اعتقد أن انفتاح المدرسة على المجتمع أمر ضروري اليوم ليس لخدمة طرف دون آخر بل لخدمة كافة الاطراف.. نحتاج كثيراً لانعاش حركة العطاء في المدرسة وأيضاً نحتاج لمشاركة المدرسة في تقنين بعض اشكال التغير الاجتماعي السلبية ولن يتحقق ذلك التفاعل المؤثر ان لم تنفتح المدرسة أكثر وأكثر على المجتمع ليس لتلقين أبنائه الحروف وبعض العلوم ولكن لما هو أكبر .. نريد مدرسة تشكل مؤسسة في تكوين المجتمع المدني .. مدرسة تبني المواطن خاصة صغار السن والشباب ولا تعبئ عقولهم فقط.