دشنت جامعة الملك سعود أمس أنشطة كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري بحضور معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد ومعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان ومعالي مستشار سمو وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي.وقد بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. بعد ذلك ألقى المشرف على كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود الدكتور خالد بن منصور الدريس كلمة أكد فيها أن الكرسي سوف يعمل على أنه جهة بحثية تختص بدراسة الفكر الذي يهدد سلامة المجتمع واستقراره من خلال القيام بأنشطة علمية مختلفة تتمحور حول عناصر تعزيز الأمن الفكري ومصادر التهديد له بطرق علمية منهجية متميزة مخرجات انشطته قيمة مضافة للجهود الوطنية والإنسانية في إثراء المعرفة حول سبل ومصادر حماية المجتمع. وأفاد الدكتور الدريس أن كرسي الأمير نايف يهدف إلى إجراء الأبحاث والدراسات التي تخدم الأمن الفكري على أساس من التميز والإبداع والابتكار بما يجسد حقيقة الأمن الفكري وضرورته في استقرار الأمة ونموها وازدهارها ورصد ودراسة الظواهر المؤثرة على الأمن الفكري وانعكاساتها الاجتماعية والأمنية والإسهام في معالجة الأفكار المنحرفة والمساهمة في حركة النشر بمختلف وسائله في مجال الأمن الفكري وتقويم برامج الأمن الفكري التي تنفذ في عدد من الجهات الحكومية وللعناية بمشاريع الحوار الفكري المؤسس على الوسطية والاعتدال. ثم ألقى عميد كلية التربية الدكتور خالد بن فهد الحذيفي كلمة أوضح فيها أن الشباب هم عماد الأمة وهم السياج لها بإذن الله مؤكداً أنه متى اهتمت الأمم بشبابها نالت الخير بإذن الله. وقال من هذا المنطلق فإن كلية التربية باعتبارها الكلية التربوية التي تخرج أجيال التربية وتهتم بالنشء تسعد اليوم باحتضانها واحداً من أهم كراسي البحث الا وهو كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري مشيراً إلى أن الأمن الفكري يعطي الأمان الحقيقي ويضمن بإذن الله ان لاتنساق الأمة إلى الويلات بل إن الأمة التي صحت افكارها بمنأى عن المخاطر والنكبات.وأكد الحذيفي عزم الكلية الاستمرار في نهجها ومسيرتها لبناء الفكر الوسطي الذي ارتضاه الإسلام لنا والتحذير من أفكار التطرق والغلو بكل صوره وأشكاله من خلال إعداد جيل تربوي متزن.بعد ذلك ألقى معالي مستشار وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي كلمة عبر فيها عن سعادته بهذا اللقاء بمناسبة افتتاح كرسي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لدراسات الأمن الفكري وقال انني سعيد أكثر لهذه اليقظة المدركة لأهمية البحث العلمي الأساس في نهوض الأمم وتقدمها ونعلم جميعاً أن ماتحقق من إنجازات بشرية في مختلف مجالات الحياة هو في حقيقته نتاج أبحاث علمية رصينة تستكشف حقائق الأمور بسلطان المعرفة التي منحها الله للعقول النيرة التي هي ايضاً هبة الله لخلقه. وأشار إلى أن مايبعث على التفاؤل بنجاح هذا التوجه الصحيح نحو اعتماد البحث العلمي وسيلة لتحقيق المكانة اللائقة بنا بين الأمم هو تجاوب المسؤولين لهذا التوجه على مختلف الصعد وكذلك تجاوب رجال الأعمال.وقال من هذا المنطلق كان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية اول من وقع عقد تمويل كرسي سموه لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود ومن ثم تتالت الكراسي العلمية في جامعاتنا.وأضاف أن سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز تبنى كرسي آخر للوحدة الوطنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية دعماً من سموه للبحث العلمي وتطلعاً منه يحفظه الله لما يمكن أن يسهم به هذا الاتجاه في تأصيل موضوعات الأمن الفكري وتعزيز الانتماء الوطني وروح المواطنة الصالحة مشيراً إلى أن ذلك من منطلق أهمية الأمن الفكري في المحافظة على الوحدة الوطنية والتصدي لكافة المؤثرات السلبية على الوطن والمواطن داخلية كانت أم خارجية إضافة إلى تحصين الأجيال من الفكر الضال وتوسيع مداركهم ومعارفهم ليتحملوا مسؤولياتهم بكل جدارة تجاه انفسهم وأمن وطنهم ومجتمعهم.عقب ذلك دشن الموقع الالكتروني للكرسي وأول الإصدارات البحثية لها والتي تضم كتابين الأول بعنوان الانضمام للمعاهدات والمواثيق الدولية.. حوار علمي مع جماعات الغلو والعنف/ من تأليف إبراهيم بن صالح العايد والإصدار البحثي الثاني بعنوان الخطاب الفكري على شبكة الانترنت رؤية تحليلية لخصائص وسمات التطرف الالكتروني من تأليف الدكتور فايز بن عبدالله الشهري عضو لجنة الكرسي. بعد ذلك ألقى معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد محاضرة بعنوان الأمن الفكري في ضوء مقاصد الشريعة قدم في مستهلها الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لتأسيسه وتدشينه هذا الكرسي العلمي الذي يهتم بدراسات الأمن الفكري في هذه الجامعة.ونوه معاليه بجهود سمو وزير الداخلية الملموسة في حماية أمن الوطن والمواطن في الفكر والسلوك والمنهج مؤكداً أن أمن الوطن والمواطن همه وشغله الشاغل فهو رجل الأمن الأول داعياً الله أن يجزيه خير الجزاء على جهده وعمله. وأزجى الدكتور بن حميد الشكر لمدير جامعة الملك سعود ولمنسوبي الجامعة على جهودهم في إنشاء مشروعات كراسي البحث العلمي التي تهتم بالبحث والمعالجة العلمية لموضوعاتها بصفة متخصصة ومنها ما يهتم بموضوع الأمن الفكري ومفهومه وعلاقته بمقاصد الشريعة الإسلامية مؤكداً أن هذا الكرسي سيسهم في إذكاء روح الطرح العلمي الحضاري للفكر الإسلامي المعتمد على الثوابت الشرعية الواعي بحقائق الحياة المعاصرة ويعزز مبدأ الحوار الفكري والثقافي المؤسس على الوسطية والاعتدال والمنهج العلمي ويساعد على صيانة الأمن الفكري للفرد والمجتمع.وتطرق الشيخ بن حميد في محاضرته إلى مفهوم الأمن الفكري والأمن في النصوص الشرعية وأنواع الأمن ومفهوم الأمن الفكري واهميته وأهدافه والتأصيل الشرعي للأمن الفكري وعلاقته بمقاصد الشريعة ومقومات بناء الأمن الفكري.