؟ بداية، بماذا تحب أن يخاطبك الناس: الشيخ عمرو خالد، أم الدكتور، أم الأستاذ أم..؟ - أنا لستُ بشيخ، وحتى الأستاذية أكبر مني، فالأفضل أن تنادوني بعمرو فقط! ؟ بمناسبة حصولك مؤخراً على درجة الدكتوراه.. لماذا فضلت نيلها من لندن، وليست من مصر مثلاً؟ - الحقيقة أنني التحقت بجامعة (ويلز) بلندن لإنجاز الدكتوراه، بعدما تركت مصر، وفي لندن تتوافر المراجع الكثيرة وإمكانات البحث التي قد لا تكون متاحة في مكان آخر، خاصة في علم مقارنة الأديان. ؟ ما الموضوع الذي ناقشته في رسالة الدكتوراه؟ - موضوع الرسالة يدور حول "المنهج النبوي في الإصلاح الاجتماعي"؛ حيث قمتُ بعرض منهج الرسول الكريم في بناء المجتمع وإصلاحه، مقارنة بثلاثة نماذج: النموذج البريطاني، والأمريكي والصيني. ؟ أليس من الأولى أن يكون الأزهر هو الجدير بالمناقشة؟ - أنا لستُ أزهرياً؛ لكنني حصلت على شهادة في الدراسات الإسلامية.فأنا في الأصل خريج شعبة المحاسبة من التعليم العام. ؟ ما سبب مغادرتك مصر في ظروف مفاجئة؟ - تركت مصر بعدما أوقفوني عن تسجيل أي برامج دينية، فسافرت إلى لندن باختياري لمواصلة تعليمي والحصول على شهادة الدكتوراه هناك. ؟ هل ندمت على شيء في مصر بعد سفرك؟ - ندمت على مفارقتي لرواد المسجد الذين وصل عددهم إلى أكثر من 20ألف شخص في فترة زمنية وجيزة. ؟ هل شعرت أنه كان لك دور مهم في تثقيف هذا الجمهور؟ - الحمد لله، فقد كان لي دور في توجيه وإصلاح الكثير من الشباب خاصة، وتخليصهم من الكثير من العادات السيئة مثل التدخين والمخدرات وما إلى ذلك. ؟ هناك من يقول بأنك أُكرهت على الخروج من مصر؟ - ليس إكراهاً بهذا المعنى؛ ولكنني شعرتُ أنه لا جدوى من بقائي في مصر؛ خاصة بعدما أوقفوا دروسي، وإذا أضفنا إلى ذلك رغبتي الجارفة في السفر لإكمال دراستي بالخارج. ؟ هل وقف برنامجك في الفضائيات -من قبل- سببه صراع سياسي؟ - في الواقع إنني عندما بدأت طريق الدعوة، لم تكن الصورة مكتملة لديهم بالشكل الكافي ليعرفوا كل شيء، ففي البداية كنت أتحدث عن الإيمان فقط، وكان السؤال كيف وإلى أين ستأخذ كل هؤلاء الشباب، وبعد حديثي عن التنمية بدأت الصورة تكتمل لديهم، والوضع حالياً أفضل بكثير جداً. ؟ هل كنت تتواصل مع جمهورك أثناء إقامتك في الخارج؟ - نعم، أنا لم أنقطع لحظة عن الجمهور، وكنتُ مستمراً في تقديم برنامجي على قناة اقرأ.. كما أن الهاتف والإنترنت من حسنات هذا العصر، فلم تحجب عنا التواصل والتشاور، وقد كان يصلني يومياً أكثر من 1000رسالة! ؟ هل تشعر بأنك مشهور ومعروف جداً لمختلف قطاعات المجتمع؟ - بالطبع، وذلك من خلال الرسائل التي تصلني بالبريد العادي أو الإليكتروني، إلى جانب الفاكسات والاتصالات الهاتفية، وغير ذلك من التفاف الشباب حولي. ؟ كيف وصلت إلى هذه الشهرة الواسعة؟ - أظن أن لدي أربعة أسباب رئيسة هي التي جعلتني أصل إلى هذه الشهرة. أولاً: إيماني الكامل برسالتي لتحقيق مستقبل أفضل للشباب في العالم العربي.. ثانياً: إيماني الكامل بعظمة الدين الإسلامي، وأنه يحمل الحلول للناس جميعاً. ثالثاً: إصرار لا ينتهي على أن أكمل رسالتي مهما كلفني الأمر. رابعاً: الطموح والأمل والصبر على الرسالة التي أحملها لكل الناس؛ هذا بالإضافة لكوني قريباً من الشباب سناً واستخدامي للغة التخاطب التي يفضلونها واستخدامي للموقع الإلكتروني والتكونولوجيا الحديثة وحرصي على أن أكون قريباً منهم وصادقاً معهم. ؟ كيف كانت بدايتك مع التلفزيون؟ - عن طريق الصدفة! فلم أكن أتخيل في يوم من الأيام أنني سوف أظهر على شاشة التلفزيون، وكنت أحرص في البداية على مخاطبة الشباب في أي مكان في الشارع في النادي حتى داخل المقاهي؛ حيث كان هناك دائماً حافز داخلي يدفعني إلى ذلك؛ وبدأت أكرر محاضراتي في العديد من المساجد والأماكن العامة إلى أن وصل عدد الحضور إلى الآلاف، وهنا طلب مني أحد الأصدقاء أن أسجل محاضراتي للفضائيات حتى يستفيد منها أكبر قدر من الناس. ؟ ما المنهج الذي يقتفيه عمرو خالد في الدعوة؟ - منهجي البساطة والوضوح في الدعوة، بعيداً عن التعقيد والتطرف والشطط الذي يضر أكثر مما ينفع. فلا أتعرض للإفتاء ولا للسياسة؛ لأنني لستُ مفتياً، ولستُ صاحب برنامج سياسي! ؟ بماذا تفسر سطحية الشباب؟ - بسبب الضخ الإعلامي المتزايد، الذي تمثل فيه الدراما والأغاني وما شابه ذلك أكثر من 95في المائة.. ولابد أن نلوم أنفسنا قبل أن نلقي عليهم اللوم. ؟ وماذا تريد أن تقدم للجمهور من خلال برامجك التلفزيونية المقبلة؟ - أنا لستُ مقدم برامج أو نجماً تلفزيونياً أو عالماً دينياً؛ فأنا لست أي واحد من هؤلاء، أنا إنسان يحمل رسالة إلى العالم أجمع، وليس المسلمين فقط، وهذه الرسالة تسعى لمستقبل أفضل للعالم من خلال التنمية بالإيمان وأقصد هنا التنمية في كافة المجالات الاقتصادية والروحية والاجتماعية والصحية، وأسعى إلى تحقيق ذلك من خلال تجاوب الشباب؛ إضافة إلى كافة أفراد الأسرة. ؟ كيف تواجه الانتقادات التي توجه إليك؟ - هذه سنة الحياة، والداعية ينبغي عليه أن يصبر ويحتسب، ومن ذا الذي لا يتعرض لانتقاد الناس بل وأذاهم في كثير من الأحيان؟ ؟ ألا يفتُّ في عضدك هذا الهجوم المستمر؟ - بل يزيد من إصراري على التواصل، وأنا سعيد بهذا الهجوم؛ لأنه دليل على نجاحي... فلو لم يكن لديّ ما أقدمه لما هاجمني أحد.... هم يبنون لي شهرتي.... وأنا أستفيد من الشهرة التي تحققها هذه الحملات لأطوعها في خدمة رسالتي في الدعوة وأقول: شكراً لكل من هاجمني. ؟ هناك من يتهمك بأنك باحث عن الشهرة فقط؟ - لو كنت كذلك لما وضعت نفسي في مواقف صعبة للغاية، على رأسها الغربة عن أهلي وعن وطني. ؟ يقولون إنك داعية "مودرن" لا ترتدي ثياب الدعاة، وأنك لم تحصل على شهادة أزهرية أو من جامعة إسلامية؟ - أنا لستُ عالم دين بالفعل، أنا إنسان يحمل رسالة يريد أن تصل إلى الناس جميعاً، وعموماً أنا دائماً أتكلم عن الدعوة إلى التعايش مع الآخر، وأستفيد من انتقاد الآخرين بل أسعى إلى الاستماع إلى وجهة نظرهم والاستفادة منها. ؟ لماذا توجه معظم برامجك إلى فئة الشباب بالذات؟ - لأنني واحد منهم، والشباب هم مستقبل الأمة، وأعتقد أن الشباب في الفترة الأخيرة بدأ يتجه إلى طريق الحق أكثر من أي وقت مضى.. وهؤلاء الشباب يثقون بي وأنا أحبهم بشدة؛ ولذلك نعمل سوياً على محاربة أخطار الفقر والبطالة. ؟ ما الذي تقدمه لهؤلاء الشباب الآن؟ بالفعل، أسعى إلى مساعدة الشباب -ذكوراً وإناثاً- وأدعوهم إلى الاندماج في بعض المشاريع التنموية، وأحاول أن أركز أكثر على دمج الفتيات في المجتمع؛ لأنهم بالفعل نصف المجتمع، ولابد أن يشاركونا العمل لمزيد من التقدم والازدهار في المستقبل. ؟ هل لك دور في ظاهرة حجاب الفنانات كغيرك من الدعاة؟ - ليس لي علاقة بالفنانات من الأساس. وإن كنت أدعو الفنانات وغير الفنانات إلى ارتداء الحجاب؛ لأنه فريضة لا خلاف عليها. ؟ لك رأي مغاير في موضوع الفن.. انتقدك البعض فيه؟ - رأيي أن الفن في حد ذاته ليس حراماً، المهم أن يكون في الطريق الصحيح، بل يمكن أن يوجه لخدمة أشياء نبيلة في المجتمع. ؟ هل يزورك بعض الفنانين، ويستفتونك؟ - أنا لستُ مفتياً، وقد زارني الفنان الشاب "أحمد الفيشاوي" وسألني هل يترك الفن ليصبح مسلماً ملتزماً؟ فقلت له: لا.. بل استمر في الفن؛ لكن لي طلباً واحداً وهو الحرص على اختيار الأدوار المناسبة والهادفة. ؟ لوحظ أن غالبية جمهورك من النساء.. فما هو تعليقك؟ - هؤلاء شريحة من المجتمع الذي أخاطبه؛ لأن هناك الكثير من المشاكل الأسرية والمشاكل خاصة بالأبناء، فأقدم لهم من النصائح والإرشادات الاجتماعية التي تفيدهم. ؟ ما أكثر تساؤلات النساء التي تعرض عليك؟ - غالبيتها تدور حول مسالة الحجاب، والزواج، والطلاق، ومعاملة الأبناء، وما إلى ذلك. ؟ هناك من يقول إن ظاهرة الحجاب مرتبطة بأسباب اقتصادية، ذلك أن المرأة المحجبة لا تتكلف كثيراً في الإنفاق على شعرها؟ - هذا كلام ليس منطقي، وإلا لماذا نرى ازدياد عدد المحجبات من الطبقة الوسطى والثرية أيضاً في المجتمع! ؟ وهل تعتقد أن الغرب مستعد لسماع غيره؟ - رأيت ذلك بنفسي، وأتمنى أن ألعب دوراً في توجيه رسالتي إلى الغرب ليسمعنا، ويتعرف جيداً على حقيقة الإسلام وجوهر رسالته. ؟ هل قدمت دروساً دينية للشباب العربي والمسلم أثناء إقامتك في لندن؟ - لا، لأنني لم أدرس المجتمع الغربي جيداً، وهذه من أولويات فقه الداعية، وقد دعوت في مصر؛ لأنني أفهم مجتمعي في مصر والعالم العربي، وأعرف كيف أخاطبه. ؟ هل يوجد من بين جمهورك العريض، غير مسلمين؟ - كثير من غير المسلمين تربطهم بي علاقة طيبة، وكثير من الأقباط المصريين يحبونني، ويقولون لي إنهم يتابعون برنامجي باهتمام بالغ! ؟ ما الأسباب التي تؤدي إلى انحراف الشباب نحو الإرهاب والعنف؟ - هذا المثلث الأسود (البطالة والفقر والفراغ) حتماً ما يؤدي بالشباب إلى الضياع، ويؤدي بهم إلى إدمان المخدرات وضياع العمر بدون فائدة أو هدف محدد. ؟ كيف تقرأ الهوة الواسعة بيننا وبين الغرب؟ - الموضوع باختصار أن الله سبحانه حين خلق الكون، خلق معه قوانينه التي تحكمه. طالما وجدت هذه القوانين على الأرض، فالأرض باقية. قوانين في كل شيء: في الطبيعة، في السلوك البشري، في الطب، في الجاذبية، وغير ذلك. ؟ بصفتك داعية، كيف تنظر إلى حال الأمة الإسلامية اليوم؟ -الأمة الآن ليست مصابة بمأساة واحدة، بل هي مصابة بسلسلة مآسي مرتبطة ببعضها، ولا يمكن أن تحل واحدة واحدة، لابد من حل جذري وشامل لكل هذه المشاكل، وهذا الذي نحاول عمله في صناع الحياة. ؟ أخيراً.. ماذا يحب أن يقرأ الداعية عمرو خالد؟ - أحب أقرأ ما هو يعلمني كيف أخاطب الآخرين، وأصل إلى قلوبهم بالأسلوب واللغة التي يفهموها.