توقفت الاشتباكات خلال الساعات الماضية بين القوات الاميركية والعراقية من جهة وجيش المهدي في مدينة الصدر معقل التيار الصدري شرق بغداد مع بدء تنفيذ الاتفاق بين التيار والحكومة العراقية، حسبما افادت مصادر عراقية الجمعة. وقال مصدر امني عراقي ان "الاشتباكات قد توقفت تماما ليلة (الخميس) في مدينة الصدر". واضاف ان "الاوضاع كانت هادئة خلال ليلة امس وحتى صباح اليوم" الجمعة. من جانبه، اعلن مصدر طبي في مستشفى الامام علي تلقي ثلاثة جرحى اصيبوا بالرصاص خلال الساعات الماضية. واستقبلت مستشفيات المدينة بشكل يومي عشرات الجرحى والقتلى جراء الاشتباكات خلال الاسابيع الماضية. من جانبه، قال الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري لوكالة فرانس برس ان "الاتفاق دخل حيز التنفيذ وهناك تعاون جيد بين الطرفين" القوات العراقية والتيار الصدري. واعلن العبيدي السبت عن التوصل لاتفاق بين التيار واطراف ممثلة عن الحكومة يقضي بوقف العمليات العسكرية في مدينة الصدر وانسحاب الميليشيا منها. واشار الناطق امس الى ان "القوات الاميركية لم تتوغل في مدينة الصدر واستمر انتشارها في المناطق التي تواجدت فيها قبل الاتفاق" في اشارة لانتشار الجيش الاميركي في النصف الجنوبي والشرقي من المدينة. وتابع انه ستبذل مساع في المستقبل "لسحبها من هذه الاماكن اذا سارت الامور كما عليه الآن". واشار الى وصول وفد يتالف من خمسة اعضاء من قيادي التيار بتوجيه من مقتدى الصدر لمتابعة تنفيذ الاتفاق وسير الامور على الارض. من جهة اخرى، اعلن متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية ان رئيس الوزراء نوري المالكي اصدر عفوا عن "المطلوبين والخارجين عن القانون" في محافظة نينوى شمال العراق من صباح الجمعة على ان يستمر عشرة ايام. وقال اللواء محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية لوكالة فرانس برس "لقد تم بحسب توجيهات رئيس الوزراء نوري المالكي اعلان قرار بالعفو عن الخارجين عن القانون والمطلوبين لدى السلطات الامنية". واضاف ان "العفو بدأ الساعة العاشرة صباحا ( 07.00ت غ) ويستمر لمدة عشرة ايام". واكد بيان حكومي قرار المالكي ب"العفو عن المنخرطين في الجماعات المسلحة مقابل تسليم اسلحتهم الثقيلة والمتوسطة الى الاجهزة الامنية او الى رؤساء العشائر في مناطقهم مقابل ثمن، وذلك ابتداء من تاريخ اصدار هذا البيان ولمدة عشرة ايام". واضاف البيان "يعفى المغرر بهم من الذين حملوا السلاح ضد اجهزة الدولة ولم يرتكبوا جرائم ضد المدنيين ولم تتلطخ ايديهم بالدماء، لاتاحة الفرصة امامهم للمشاركة في بناء العراق والعودة الى الصف الوطني". من جهة اخرى، انتقد رئيس الوزراء العراقي سعي البعض الى ايجاد حلول للمشكلة العراقية من جهات خارجية. وقال المالكي خلال لقائه وفد عشائر ووجهاء مدينة الموصل، أمس الأول الخميس "يخطئ من يتوجه الى عواصم ومدن العالم الأخرى"، مشيراً الى ان "حل أي مشكلة عراقية لا ينجح إلا بأيدي العراقيين أنفسهم". وحث المالكي أهالي مدينة الموصل على المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة. من جهة اخرى، نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء عبدالكريم خلف اعتقال عدد من ضابط الجيش العراقي السابق. وقال "انه لا صحة لتلك الأخبار التي تهدف الى زرع الفتنة والبلبلة"، وأوضح خلف "ما حصل أننا اعتقلنا خمسة من ضباط حماية المنشآت برتب مختلفة، وهم متهمون بممارسات ضد القانون وبعض الجرائم والاتهامات التي لا تزال قيد البحث، وموضوعة أمام القضاء".