نوه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بجهود اللجنة الوزارية العربية التي تدير الحوار بين الفرقاء اللبنانيين في الدوحة. وأشار إلى ان المملكة كانت تفضل لو ان صيغة الاتفاق كانت أكثر وضوحاً في مسألة ضرورة عدم استخدام السلاح لتحقيق أغراض سياسية في الداخل. وقال سمو وزير الخارجية في مؤتمر صحافي مشترك يوم أمس مع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش للمملكة "لابد ان ننوه بالجهود التي بذلتها اللجنة العربية التي أسفرت عن الانفراج الذي شهدته الأزمة اللبنانية". وأضاف ان المملكة تعبر عن دعمها ومساندتها لما تم التوصل إليه من اتفاق يستند إلى الدستور اللبناني واتفاق الطائف". وفي رد على سؤال حول وقوف المملكة على مسافة واحدة من اللبنانيين قال: "نحن نأخذ المسافة من كل الأطراف ولكن لا نأخذ نفس المسافة مع من هو على خطأ لا شك ان استخدام القوة من أجل الوصول إلى أهداف سياسة هو إجراء خاطئ". وشدد على دعم رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة قائلاً: "الرئيس السنيورة يمثل الشرعية وهناك تأكيد على مؤازرته في قرار الجامعة العربية حتى تتغير الشرعية اللبنانية بناء على الانتخابات وسيكون الوقوف بجانبه مستمراً". وبيَّن ان الجانبين السعودي والأمريكي يرحبان بالاتفاق على بدء الحوار اللبناني معرباً عن أمله ان يثمر بتنفيذ على ما اتفق عليه". وفي شأن المباحثات السعودية الأمريكية أوضح سموه ان "محادثات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله مع الرئيس بوش شهدت تركيزاً أساسياً على عملية السلام في إطار البحث الشامل للأوضاع الاقليمية والدولية ومستجداتها". وقال ان المباحثات أثمرت عن دعم العلاقات الثنائية بالتوقيع على اتفاق التعاون التقني في مجال الطاقة النووية ومجالات الطاقة الاخرى، مبيناً ان الجانبين تبادلا كذلك مذكرات دبلوماسية بخصوص استكمال مناقشة نص اتفاقية للتعاون العلمي والتقني. وأعرب عن ترحيب المملكة ببيان المبادئ الخاصة بالمبادرة العالمية لمكافحة الارهاب النووي. وفي شأن القضية الفلسطينية اشار الى ان المملكة تابعت باهتمام خطاب الرئيس الامريكي في الكنيست الاسرائيلي وجميعنا يدرك خصوصية العلاقة الامريكية الاسرائيلية وابعادها السياسية، لكنه أكد انه من المهم التأكد ايضاً على الحقوق التاريخية والسياسية المشروعة للشعب الفلسطيني بموجب القانون الدولي وقراراته الشرعية التي لازالت مصادرة من قبل الاحتلال الاسرائيلي. وفيما يتعلق بالعراق قال: "نعتقد ان توصيات الاجتماع الموسع الأخير لدول الجوار بالكويت تشكل اطاراً مناسباٍ لمعالجة الاوضاع في العراق. وقال الفيصل: "إن الاقتراح الذي قدمه بوش حول الدولتين القابلتين للعيش في سلام جنباً إلى جنب هو الذي عملنا من اجل تحقيقه وكانت المبادرة العربية تتطابق مع هذا الموضوع، وشدد على ان مشاركة المملكة في اجتماع انابوليس في الولاياتالمتحدة جاءت "للتأكيد على هذا الموضوع". على ضوء المستجدات وخاصة فيما يتعلق بالدعوة الى الاسراع في اطلاق العملية السياسية الشاملة التي تستوجب جميع العراقيين دون استثناء. ودعا الحكومة العراقية الى كشف الحقائق عن التدخل الخارجي التي ينبغي التعامل معها بحزم حتى لا تعرقل جهود الحكومة العراقية والجهود الدولية الرامية الى تحقيق أمن العراق واستقراره والحفاظ على وحدته الوطنية واستقلاله وسيادته وسلامته الاقليمية. وفي رد على سؤال حول التواصل مع العراقيين قال: "إذا توفر الامن نرسل سفيرا، التواجد العربي ليس غائبا عن العراق، ونحن دعونا لاجتماع الجامعة العربية في بغداد وكيف لا وبغداد عاصمة الأمة العربية والإسلامية لقرون". وفي رد على سؤال حول انتقادات بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بسبب انتاج النفط قال الأمير سعود الفيصل: "كل ما يمكن أن أقوله للمنتقدين تعالوا لتشاهدوا بأنفسكم، إننا المنتجون للنفط هل نحن نبيع النفط لغير المستهلكين". وتساءل سموه قائلاً: "أين تكمن المشكلة، لدينا الاستعداد لبيع النفط". وعن المواضيع التي طرحت مع الرئيس الأمريكي بشأن النفط قال الأمير سعود الفيصل: "كافة المباحثات التي أجريناها كانت صديقة.." مضيفاً اننا تحدثنا بشأن النفط وسياساتنا هي الاستجابة للمطالب التي تأتينا في هذا المجال". وتابع الأمير سعود: "يجب أن يكون هناك مخاوف من الرئيس بوش بشأن الاقتصاد ونحن متعاطفون مع هذه المسألة ونفعل كل ما بوسعنا من أجل مساعدة الاقتصاد العالمي للزيادة الذي هو بحاجة إليها". وأضاف: "جرت المحادثات بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأمريكي واتسمت بالشمولية والعمق والصراحة". وأعلن الأمير سعود الفيصل ان المباحثات أثمرت عن دعم العلاقات الثنائية بالتوقيع على اتفاق للتعاون التقني في مجال أمن المنشآت والبنية التحتية". وفي رد على سؤال حول شكل التعاون بين المملكة والولاياتالمتحدة لحماية المنشآت النفطية قال الأمير سعود الفيصل: "الاتفاقية التي وقعت في مجال التدريب وتبادل الخبرات ولن يكون هناك طرف آخر يحمي هذه المنشآت سوى السعوديين". وفي رد على سؤال حول طلب الرئيس الأمريكي زيادة انتاج النفط قال النعيمي: "تعلمون انه كل شهر نستقبل من العملاء ما يقدمونه ونقوم وقمنا بالفعل استجابة لعملائنا بزيادة الانتاج 300ألف برميل". وأضاف ان المملكة رفعت الامدادات من العاشر من شهر مايو الجاري، واضح ان معظم هذه الطلبات "لزيادة الانتاج" جاءت من الولاياتالمتحدة. وأكد أن أي طلب يأتي من مستهلكي الطاقة نستجيب له على الفور". وحول الطلب الإيراني خفض الإنتاج أشار وزير النفط إلى أن الطلب على النفط متزايد والمسألة ليست في توفير النفط وانما يتعلق بعملية الامداد ذاتها وأنواع النفط المطلوبة فإذا كان لعملائها طلب فإننا قادرون على توفير الطلبات". وعلق النعيمي عن انتقاد بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي للمملكة بسبب النفط قائلاً: "إن المملكة انفقت 19مليار دولار لزيادة إنتاج النفط بنحو نصف مليون برميل يومياً منذ 2005". وبين النعيمي أن "المملكة تقوم ببناء ثلاثة مصافي بهدف زيادة التكرير"، مضيفاً أن المملكة تستثمر في مجال التكرير وتضاعف قدرة هذه المصافي". وتساءل ما الذي يمكن أن تقوم به المملكة من أجل عملائنا فإذا كان هناك عميل بحاجة إلى النفط عليه أن يأتي إلينا؟ وعن إمكانية زيادة المملكة إنتاجها من النفط بأكثر من 12مليون برميل نفط قال النعيمي: "زيادة الإنتاج تعتمد على ما يظهر من الدول المستهلكة أو الدول المصدرة للنفط (أوبك)". وتابع "أننا ننتج 10ملايين برميل، وفي المستقبل إذا ظهرت حاجة للنفط فإن المملكة ليس لديها مانع في زيادة الإنتاج وإننا متأكدون أن هناك حاجة فعلية على الطلب على النفط". وقال الوزير النعيمي في رد على سؤال لماذا زادت أسعار النفط بعد زيارة الرئيس بوش للمملكة في يناير الماضي: "السعر يعتمد على عناصر عدة أقلها الامداد"، مؤكداً أن "الامداد مستمر وبحجم كبير". وأرجع النعيمي سبب ارتفاع النفط إلى "قيمة الدولار المنخفضة وعرض السلعة في السوق إضافة إلى وجود مشكلات سياسية في نيجيريا والعراق وفنزويلا". كما أكد أن "السياسة تلعب دورها في زيادة أسعار النفط، إلى جانب التشاؤم".