عند زيارة معرض العقار يتخيل لك انك ستجد برامج تمويلية للعقار جاذبة ومقنعة للزوار بكل شرائحهم وأذواقهم، فطريقة العرض للاركان التسويقية، ومجسمات المشاريع السكنية او استثمارية، وايضا شركات التقسيط التي تقدم للزوار عرضا فوريا، لمبلغ التمويل ومبلغ الاستقطاع والمرابحة الاقل في ايام المعرض، وبالفعل تم بيع العديد من الوحدات السكنية سواء بنوعيها منها ماهو جاهز للسكن أو تحت الانشاء، فكثير من الزائرات وجدن معرض العقار هو المكان الأنسب للاختيار بين العروض العقارية المتاحة في السوق وحل آخر أفضل، من قبول التزايد المستمر في الايجارات ففضلن الدخول في تمويل عقاري بنسبة زيادة ثابتة على الاقل اي "نسبة المرابحة". وتحدثت الى إحدى زائرات معرض العقار، امل العبدالله "مهندسة ديكور" فقالت ان المعرض منسق ومرتب بطرق رائعة من حيث المساحات والتنسيق الديكورات خاصة لكبرى الشركات والبنوك، وايضا التعريف بالمنتجات العقارية والتسويق يقدم لزوار المعرض بطرق مقنعة، ولكن هذا لم يكن كافيا لان هدف اغلب الزوار من زيارة المعرض شراء منزل للسكن وهذا لم يتوفر في المعرض، فالعروض السكني كانت قليلة ومن ناحية أخرى اسعارها مرتفعة جدا وتحت الإنشاء وذكرت مثال لذلك شقة للبيع يصل سعرها الى 800ألف ريال ومساحتها لا تتجاوز 200متر، واعتبرت العبدالله برامج التقسيط العقاري عبئا ماديا يرفع من قيمة العقار، لارتفاع نسبة المرابحة، واضافت العبدالله ان التسويق للوحدات السياحية والاستثمارية هو الغالب على المعرض وهذا مغاير لهدف اغلب الزوار. أما فايزة المسعري "موظفة" قالت: إن العروض العقارية لا تشملني رغم ان راتبي جيد فسني وصل الى الخمسين وبرامج التملك العقاري يجب الا تتجاوز العشر سنوات قبل التقاعد، وهذا غير الدفعة الأولى للعقار وعدم وجود التزامات مادية، واتبعت المسعري انا ازور المعرض منذ اعوام واحرص على زيارة جميع الأجنحة فيه فهو فرص ممتازة للاطلاع على جديد العقار لانه من الصعب البحث عن المعلومات العقارية من سكن او استثمار، ودعت الموظفات الى الالتحاق ببرامج العقار منذ السنوات الأولى في عملهن، عن طريق التقسيط فالعروض كثيرة جدا وتعتمد على سنوات الخدمة، ودعت شركات العقار الى تقديم عروض ميسرة تخدم المرأة لأن السكن مهم جدا للمرأة فيمثل لها ولأسرتها نوعا من الأمان، وما يشجع مستثمري العقار ان غالبية الموظفات يلتزمون بسداد الاقساط ويعطونه الأولوية في الراتب رغبة منهم في الاستفادة من البرامج التمويلية المتاحة. فاطمة أحمد معلمة قالت ان دخول الشركات والبنوك الخليجية في السوق العقارية أسهم في زيادة العروض وتخفيض نسبة المرابحة فالمنافسة في بدايتها، ولكن اتساع السوق العقارية ودخول شركات متنوعة من بناء وتقسيط ومساهمة خدمت المستهلك العقاري، واعتبرت ان هذه خطوات جيدة رغم تباطؤ تفعيلها في سوق العقار وذكرت ان المشكلة التي نوجهها لتملك العقار هي زيادة الاسعار بشكل غير مقبول خاصة بعد خسارة الأسهم وضياع المساهمات العقارية. ذكرت نوال القحطاني "ربة منزل" ان الثقافة العقارية مطلب الجميع وخاصة النساء فهو حلم تسعى لتحقيقه، ولكن اصبح شبه مستحيل فمن الصعب الحصول على تمويل عقاري مناسب لدخل الاسرة، ويعتبر تقسيطا ممكنا يتمشى مع مميزات السكن لذوي الدخل المحدود، ويبقى سكن الاسرة مشكلة مادية لا يمكن حلها، فالايجار في ارتفاع وتملك العقار صعب المنال وبالأخص الطبقة المتوسطة، ودعت البنوك لوضع برنامج ميسر للعقار تسهم فيه اقسام خدمة المجتمع في البنوك وتكون فيه نسبة المرابحة اقل من المطروحة في السوق. روان الفرج طالبة جامعية تبحث مع أسرتها عن تسهيلات تمكنهم من امتلاك بيت العمر، ولكن دون جدوى فالمعرض يغلب عليه طابع الاستثمار العقاري السياحي، وهذا نقيض لما تحتاجه فمن الصعب امتلاك سكن لعدة ايام في السنة للسياحة، في حين ان سكن الاسرة مستأجر، وقالت والدتها نورة محمد "معلمة": إن راتبي ممتاز وهذا لم يجعل لي الأولوية في التمويل العقاري والسبب سنوات الخدمة المتبقية أقل من عشر سنوات، هذا برغم من ان راتبي التقاعدي جيد ويغطي مبلغ المستقطع للتمويل.