بعد عرض فيلمه السينمائي الأول (صباح الليل) دخل الفنان القدير راشد الشمراني في رحلة مكوكية تنقل فيها بين عدة مدن سعودية من أجل الترتيب لعرض الفيلم والبحث أيضاً عن منافذ تسويقية تضمن وصول العمل إلى أكبر شريحة من الجمهور. ولحظة عودته إلى الرياض تمكنا من الإمساك به وسؤاله عن خطوته السينمائية القادمة فقادنا الحديث إلى محاور أخرى عرض فيها فناننا القدير وجهة نظره في السينما والمسرح والتلفزيون في السعودية، وقال رأيه في الاحتكار وتوزيع جوائز مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون وأحاديث متفرقة حول الساحة الفنية. في البداية وضح الشمراني أن فكرة فيلمه الأخير "صباح الليل" بدأت في ذهنه كمشروع لمسلسل تلفزيوني مكون من ثلاثين حلقة، إلا أن الإهتمام بالسينما في الآونة الأخيرة جعله يفكر جدياً في الدخول في مغامرة سينمائية، والسينما كما يراها راشد الشمراني هي "وسيلة لفتح باب الجنون الفني على مصراعيه واستفزاز لخيال الفنان". واتفق راشد مع الآراء التي تقول بأن إنتاج أفلام سينمائية سعودية في بلد لا يحتوي على صالات عرض، هو نوع من المغامرة الخطيرة، لكنه سيخوض هذه المغامرة مجدداً إذا توفرت الوسائل التي تضمن وصول الفيلم، إما عن طريق محطات التلفزيون الفضائية أو أقراص الديفيدي، أو حتى عرضه جماهيرياً عن طريق البروجكتور، فليس بالضرورة توفر صالات سينمائية لعرض الأفلام في هذا الوقت تحديداً، ووصف أنه في حالة عرض الفيلم في صالات السينما الخليجية وفي البحرين بالذات فسيكون أغلب الجمهور هو من السعودية، وهذا هو توجه أكثر المنتجين حالياً. إلا أن راشد يخطط لعرض الفيلم بالتنسيق مع أمانة مدينة الرياض في وقت احتفالات عيد الفطر القادم. وعن دوره في الفيلم قال "إن السينما كما أراها هي المخرج، فصاحب الفيلم هو مخرجه، وكنت أنوي وبشدة إخراج العمل بكامله، إلا أنني تراجعت في اللحظات الأخيرة عندما برز اسم مأمون البني كمخرج، واكتفيت بالتأليف والتمثيل والإنتاج". وكانت السينما بالنسبة للشمراني "حلماً غير قابل للتنفيذ"، إلا أن تجربة الشباب السعودي في المهرجانات السينمائية لفتت انتباه الجميع لإمكانية صناعة السينما لدينا، كما يصفها راشد وهو يدين بالشكر لهؤلاء الشباب الذي يرى في أعينهم عشقهم الكبير للسينما. أما بالنسبة للإنتاجات الحديثة من الأفلام السينمائية السعودية الطويلة فيرى الشمراني بأنها تجارية بحتة تهدف للربح فقط، لكنه في الوقت نفسه يصفها بالظاهرة الصحية "من المفترض أن لا نصادر أحد وفي الفن عموماً لا يصح إلا الصحيح، فبعد برهة من الزمن ستقوم السينما بتصفية الموجودين في الساحة ولن يتبقى إلا الفنانيين الحقيقيين". ومع أن السينما كانت هاجس راشد الشمراني لفترة طويلة، إلا أن المسرح في الحقيقة هو ما كان يؤرقه في الحقيقة، وهو قريب من المشاركة في مسرحية جديدة، وحالياً راشد يشعر بالسعادة فعلى حد قوله "مسألة أن يصبح الفنان قادراً على التعبير من خلال التلفزيون والمسرح والسينما هو بحد ذاته أمر جيد، ومجرد انشغال الفنان في التوفيق بين وسائل التعبير الفنية المختلفة أمر يسعدني كثيراً". ويدلل على ذلك بقوله أن هناك مسرحية قد ترى النور قريباً على مسرح كلية اليمامة من تأليفه، وسيبدأ بعد فترة بسيطة بالتصوير لمسلسل بيني وبينك الجزء الثاني، وبذكر هذا المسلسل الذي تنتجه قناة MBC سألنا راشد عن موجة الاحتكار الجديدة التي كان هو أحد نجومها، الشمراني يرى بأن هذه السياسة الجديدة ستقود الدراما السعودية نحو الاحترافية ويعلق بكل اختصار "إن الاحتكار بالنسبة لي مكسب مادي وفني". وبما أن موضوع جوائز مهرجان الخليج للتلفزيون والإذاعة الذي اختتم مؤخراً في مملكة البحرين، هو المسيطر على تصريحات نجوم الدراما السعوديين هذه الأيام، فقد كان لزاماً علينا أن نسمع رأي الشمراني حول الموضوع، وقد أجاب بقوله "دائماً ما تكون للجوائز اعتبارات غير فنية، خاصة عندما نتكلم عن جهة رسميةٍ تضع على عاتق لجنة التحكيم أن توجد بعضاً من التوازنات التي هي في كثير من الأحيان غير فنية".