جامعة الإمام إحدى مؤسسات التعليم العالي في بلادنا العزيزة ويناط بها وبإدارتها مسؤولية عظمى وأمانة كبرى في مواجهة أعاصير التيارات المتطرفة فكرياً بجهود فكرية بنفس القوة وتزيد لأن أنسب وأنجع الحلول في التقليل من خطر الفكر المتطرف التصدي له بفكر معتدل وهو ما نلحظه في برامج وأنشطة وجهود جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقيادة معالي الشيخ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل وإليكم أعزائي الكرام بعضاً من الشواهد. في الفصل الدراسي الأول لهذا العام الجامعي 1428-1429ه نظمت وكالة الجامعة للمعاهد العلمية بتوجيه من معاليه برنامجا توعويا لجميع منسوبي المعاهد في المملكة وقد تم تنفيذ هذا البرنامج تحت عنوان "الأمن الفكري" حيث كلف عدد من أساتذة الجامعة المشهود لهم بالوسطية والاعتدال بزيارة معاهد المملكة وإقامة محاضرات لجميع منسوبيها طلاباً وأساتذة تحت العنوان المشار إليه وهنا أسوق تجربتي شخصياً في هذا البرنامج الرائد والجهد المشكور فقد ساهمت بزيارة عدد من المعاهد وإقامة عدد من المحاضرات تخللها القاء الضوء على قضايانا الساخنة ولفت انتباهي ما رأيته في تلكم المشاركة من ثناء عاطر وتفاعل واضح واستجابة عظيمة ورضا لا محدود من منسوبي المعاهد وطلابها على إدارة الجامعة وجهودها المشكورة وقد ترجم هذا الرضا بكثرة الحضور وازدحام القاعات بالطلاب ولمسته كذلك بنوعية الأسئلة المطروحة والنقاشات العلمية الجادة التي عقبت تلكم المحاضرات. شاهد آخر يؤكد إصرار جامعتنا العملاقة على أن تكون أنموذجاً يحمل لقب "المؤسسة المثالية" في التصدي للفكر المنحرف وهو إقامة أسبوع توعوي ثقافي لمكافحة الإرهاب بدأت الجامعة بهذه التجربة في معهد الدرعية العلمي، حيث تم تكليف عدد من أساتذة الجامعة بالقاء محاضرات يومية في المعهد تؤكد ضرورة التصدي للإرهاب وتحذر من التطرف الفكري وتؤصل مفهوم المواطنة الصالحة وقد تضمن هذا الجهد إقامة معرض لمكافحة الإرهاب شاركت فيه عدد من الجهات الرسمية المسؤولة كوزارة الداخلية وجامعة نايف للعلوم الأمنية ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وعدد من المؤسسات الرسمية الأخرى وقد سرني كثرة الحضور وكثرة زيارات مؤسسات التعليم العام ممثلة بالمدارس لمرحلتي المتوسطة والثانوية لهذا المعهد والمعرض وقد توج هذا الجهد العظيم بحضور معالي مدير الجامعة وعلى شرف سمو محافظ محافظة الدرعية لاختتام فعالياته وتكريم جميع المشاركين فيه من مؤسسات وأساتذة وطلاب وفي الختام أكد معالي المدير بأن هذه التجربة الناجحة بكل المعايير سوف تعمم على جميع المعاهد العلمية في القريب العاجل بإذن الله تعالى. إن تكثيف برامج وفعاليات وأنشطة التصدي للفكر المتطرف والتحذير من الإرهاب وتأصيل مفهوم المواطنة الصالحة لناشئتنا وأبنائنا من أهم مسؤوليات مؤسساتنا الرسمية التعليمية والتربوية والدعوية ذالكم أن أخطر مراحل التعليم وأخطر مراحل العمر لناشئتنا وفلذات أكبادنا هم طلاب مرحلتي المتوسطة والثانوية حيث سن المراهقة وزيادة الحماس والغيرة وسرعة الانفعال لديهم واضحة وملموسة ولأن من في هذا السن مستهدفون فكرياً من قبل أجندة فكرية مغرضة ومجهولة للزج بهم في مستنقعات فكرية خطيرة واستثارتهم عاطفياً واشعال الحماس لديهم في قضايا خطيرة تواجهها الأمة الإسلامية لينتهي بهم الأمر قنابل موقوتة وطعم لخلايا اجرامية في مجتمعاتهم أو بعض المجتمعات الأخرى. وإن مما يذكر فيشكر ولئلا نتهم بالتطفيف ومن باب احقاق الحق والانصاف الإشادة بجهود وزارتي الداخلية والشؤون الإسلامية في مواجهة الإرهاب والتحذير من التطرف الفكري من خلال لجان المناصحة لغير الموقوفين أمنياً تطوف المناطق والمحافظات وتلتقي بعدد كبير من أبنائنا ومنسوبي مؤسساتنا التعليمية والدعوية وطلاب المدارس وطلاب حلقات التحفيظ وقد أشاد الكثير بهذه الجهود المباركة ويبقى ضرورة الحذر من المتلونين الذين يتعاملون مع الجهات المسؤولة بأكثر من وجهة فيستقبلون لجان المناصحة بحفاوة واهتمام وترحيب وكرم ضيافة، وملفاتهم سوداء وجهودهم في محافظاتهم لمواجهة التطرف صفر بل ربما عرف بعضهم بالتعاطف مع الفكر المنحرف وعلى قاعدة لم آمر بها ولم تسؤني. إن تجربة جامعة الإمام في التصدي للإرهاب والفكر المتطرف والتي كنت أتمنى أن تغطى إعلامياً بشكل كاف ومرض، تبين للجميع مسؤولية المؤسسات الرسمية الأخرى في القيام بواجبها ومسؤولياتها بكل أمانة وإخلاص ووضع أكفها بأكف المؤسسات الرسمية الأمنية للعمل جنباً إلى جنب والتعاون الكبير في تصحيح مسار أفكار وعقول مجتمعنا والأخذ بهم إلى الاعتدال والوسطية بمفهوم سلف الأمة وعلى منهج ومعتقد أهل السنة والجماعة فلا غلو ولا جفاء ولا إفراط ولا تفريط. والله من وراء القصد،،،