في طريق عودتها من المناطق الجنوبية باتجاه الشمال من الكرة الأرضية وصلت طيور الوروار المهاجرة إلى جنوب المملكة ضمن رحلتها الموسمية، وتعتبر طيور الوروار المهاجرة من الطيور التي تملك أصوات جميلة وألوان أجمل، وتصل هذه الطيور إلى جنوب المملكة في فصلي الربيع والخريف وتبقى في العادة مدة حوالي شهر أو أقل، ومع وجودها في المنطقة فإن ذلك يكون مصدر قلق واستنفار لأصحاب مناحل النحل الكبيرة وذلك لما تسببه هذه الطيور من خسائر فادحة لأصحاب النحل إذا أهملت المراقبة حيث تهاجم المناحل بأعداد كبيرة خاصة أن النحل هو غذاؤها المفضل، ومن الممكن أن يلتهم الطائر الواحد ما يزيد على 100نحلة في اليوم الواحد، ولهذا يرابط أصحاب المناحل بالقرب من مناحلهم لطرد هذه الطيور عنها أو يخصصون عمالاً لحراستها. يعرف الوروار في المنطقة بطائر اللَقا، وفي مناطق أخرى من المملكة يسمى طائر القارور أو الخضيري نسبة إلى لونه، كما يسمى في بعض البلدان العربية بطيور الجنة، ويسميه بعض المختصين بآكل النحل، أما مسمى الوروار فهو ما اشتهر به في بلاد الشام. وبالرجوع إلى المصادر العلمية حول طيور الوروار نجد أنها تتنقل على شكل أسراب قد تصل إلى مائة طائر وتحط بالقرب من المناحل إذا علمت بوجود النحل من اجل التغذي عليها، خصوصاً على المباني والأشجار المحيطة بالمنحل، ويلتهم النحل الرائح والغادي، وبمجرد شعور النحل أن الوروار بالخارج؛ فأول إستراتيجية دفاعية له هي عدم الخروج من الخلايا، عسى أن ييئس من قلة الصيد فيرحل، فإذا لم خلال ثلاثة أيام لا بد للنحل أن يخرج لجلب الماء والغذاء للخلية؛ فيخرج ولكن بتكتيك منظم. وفي العادة يسرح النحل في الساعة التاسعة؛ حيث يكون الجو صحوا، ويكون الندى قد تطاير من الأزهار، ولكن في هذه الحالة الاستثنائية يسرح مع انبلاج الفجر حتى يتعذر على الوروار رؤيته، ويحصل على الماء والرحيق، ولكنه لا يعود للخلية أثناء النهار، بل بعد غروب الشمس ويعود في وقت واحد، فيصعب الصيد لتعذر الرؤية، كما تزيد فرص النجاة لكثرة العدد. وإذا مرت الأيام ولم يرحل السرب، يرمي النحل بآخر سهم في جعبته؛ فيهاجم طيور الوروار، فأي طائر يقترب من المنحل يهاجمه سرب من النحل ويطارده لمسافة طويلة.. وللعلم فإن الريش يحمي طائر الوروار، ولكن نقطة ضعفه في عينيه؛ لذلك يفر من اللسع، وعندما يتّبع النحل هذا التكنيك لا يلبث أن يرحل سرب الوروار .