تحت رعاية كريمة من سمو رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الأمير سلمان انطلقت فعاليات الندوة العلمية لتاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود منذ الثلاثاء الماضي وصاحبها معرض بعنوان: الفيصل شاهد وشهيد الذي نظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. إن المتأمل لسيرة هذا القائد وتاريخه يدرك الدور الكبير الذي لعبه وقام به من خلال مسيرته الطويلة في الحفاظ على الهوية الإسلامية داخلياً وخارجياً مع تدعيم العلاقات السياسية مع كثير من دول العالم. هذا فضلاً عن منجزاته المهمة في نهضتنا الحضارية وتطورها التي مرت في مرحلة دقيقة من تاريخنا المعاصر. ولاشك ان الوثائق والكتب والتسجيلات الصوتية والمرئية ستكون حصيلة مهمة في دقة التتبع التاريخي لهذا العلم الذي يوثق تاريخ وطن وأمة لكنها تحتاج في الوقت نفسه الى تعاون تلك الجهات الحكومية والأفراد بشكل أوسع. قمتُ ببحث عن مؤلفات تختص بهذا العلم والتطور الحضاري في عهده - رحمه الله - فوجدت أكثر المطبوعات محفوظاً في مكتبات خارج الوطن ومنها بيروت ضمن مكتبة تقع في شارع الحمراء المشهور وداخل قبو قديم لهذه المكتبة فابتعت منها ما استطعت وبعد أسابيع وبحسن نية تحدثتُ عنها لدى بعض التجار من العراقيين فذهب لها واشتراها كاملة بأكثر من ثلاثة آلاف دولار ليقوم بإدخالها وبيعها داخل بلادنا. ولعل من أبرز المؤلفات التي ساندها ودعمها الفيصل لتدوين تاريخنا هو العمل الذي قام به الدكتور منير العجلاني في إخراجه سلسلة من الأجزاء التاريخية (تاريخ البلاد العربية السعودية) بدءاً من الدولة السعودية الاولى وحتى الثانية. إن المؤلفات والندوات التي تؤرخ لتلك الفترة وعن الملك فيصل تحتاج الى تفعيل كبير من قبل المؤسسات الحكومية ومؤرخينا وطالبي الدراسات العليا في الجامعات السعودية للوصول الى حلقة من حلقات تاريخ وطننا العزيز. ولعل هذه الندوة هي إحداها لتذكير أبناء هذه البلاد وغيرهم بشخصية خدمت تاريخهم وأمتهم حتى لقي وجه ربه شهيداً - بحوله تعالى -.