أرجع المستشار سعد بن حمدان الوهيبي كثرة القضايا المنظورة أمام المحاكم إلى تدني الثقافة القانونية لدى المتعاملين من المواطنين السعوديين في شتى تعاملاتهم مما يخلق خلافات ونزاعات غير متوقعة نتيجة عدم الإلمام بالحقوق والواجبات. وقال المستشار الوهيبي رئيس المركز الاستشاري للدورات القانونية في حديث ل"الرياض": هنالك مخالفات كثيرة لا يعذر مرتكبها بجهله وقد يترتب عليها عقوبات تطبق بحق من ارتكبها تضر به وبأسرته ومستقبله. فالمواطن عليه دور مهم في تثقيف نفسه لمعرفة الأنظمة التي وضعها ولي الأمر للحفاظ على حقوق العباد حيث ان هناك ممارسات حتى وقتنا هذا تدل على انعدام الثقافة القانونية بين المتعاملين في شتى المجالات هو بداية الخلاف حيث ان هناك فئة تعتقد أن القضاء هو وحده القادر على كشف الحقيقة وهذا طبعاً غير صحيح، القاضي يجتهد في كشف الحقيقة ولكنه لا ينشىء أدلة أو بيانات وإنما يحكم بما يظهر له مما يجعل الخصوم في بعض الأحيان يعتقدون أن هنك تراخيا من القاضي أو أنه لم يستوعب موضوع الدعوى، وعليه فإن صاحب الحق وحده هو المسؤول عن ضمان حقوقه لدى الغير، وفي حالة تفريطه فهذا يرجع عليه بالخسارة التي لم يضعها في الاعتبار عند نشأة العلاقة مع الآخرين. وأضاف المستشار الوهيبي أن الأصل في الإنسان البراءة، ولكن هذا لا يمنع وجود بعض الأشخاص الذين يستغلون جهل الآخر ويقومون بأكل أموالهم بالباطل مما يجعل الواجب على كل شخص قبل الدخول في أي علاقة سواء كانت تجارية أو غيرها أن يقوم بدراستها، وعرضها على أهل الخبرة لكي يعرف ما هي جوانب القوة والضعف فيها وهذا سوف يجعله على بصيرة بما سوف يقوم عليه كما أن هذا سوف يقلل من وجود الخصومة مستقبلاً، وإذا حدثت سوف تكون في جزء من العلاقة وليست كلها مما ينعكس ايجاباً على نظر الدعوى في حالة اقامتها كون أساس العلاقة معروفاً للطرفين ولا يوجد به لبس.