كتب نيكولاس كريستوف مقالاً نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "سجن من العار .. تابع لنا" تحدث فيه عن إطلاق سراح مصور قناة الجزيرة سامي الحاج بعد ما يقرب من سبع سنوات من احتجازه في معتقل غوانتانامو دون توجيه اتهامات واضحة إليه أو محاكمته، بالمقارنة بما حدث مع الصحفي الأمريكي بيري بيراك الذي سُجن في زيمبابوي لمدة أربعة أيام قبل محاكمته والإفراج عنه دون التعرض للتعذيب. ويوضح الكاتب أن سامي الحاج أكد تعرضه للتعذيب، وحتى حينما أضرب عن الطعام أُجبر على التغذية القسرية بأنابيب تمر من أنفه وحلقه دون استخدام مواد ملطفة. ويورد الكاتب تعليق الحاج على معتقل غوانتانامو بقوله "الظروف في غوانتانامو غاية في السوء. فهناك تحظى السحالي بمعاملة أكثر إنسانية". وكان وضاح خنفر، المدير العام لقناة الجزيرة، قد صرح بأن حالة الحاج كانت ضعيفة حتى أن الجنود الأمريكيين حملوه إلى داخل سيارة الإسعاف التي نقلته إلى المستشفى حيث التقى بطفله الذي لم يره منذ كان رضيعاً وصار عمره الآن سبع سنوات. ويوضح الكاتب أن المعلومات الموثوق منها حول حقيقة الأوضاع في غوانتانامو ليست كثيرة، ولكن بعض ملامحها المؤلمة قد بدأت تتضح. إذ أن سامي الحاج ليس الوحيد الذي خرج من هذا المعتقل، فقد نشر مراد كورناز، الألماني من أصول تركية، مذكراته التفصيلية عن الخمس السنوات التي قضاها معتقلاً في غوانتانامو، ووصف عمليات التعذيب المطولة التي كان يخضع لها ويتخللها فحص طبي للتأكد من قدرته على احتمال المزيد من التعذيب. كما قامت ماهفيش راخشانا خان، المترجمة الأمريكية من أصل أفغاني، بتأليف كتاب "مذكراتي عن غوانتانامو" والذي سينشر الشهر القادم، وتحدثت فيه عن طبيب الأطفال الأفغاني الذي عاد إلى بلاده عام 2003ليشارك في إعادة بناء بلاده، لكن القوات الأمريكية اعتقلته وعذبته وانتهكت خصوصيته علناً، وأخيراً بعد ثلاث سنوات قرر المسئولون أنه بريء وأطلقوا سراحه. وتتوالى الكتب التي تصف معتقل غوانتانامو ومنها كتاب ستيفن واكس، المحامي الأمريكي، وعنوانه "كافكا يصل أمريكا" ويقدم حقيقتين عن غوانتانامو هما: أولاً أن أغلب السجناء أبرياء، ولكن الأفغان والباكستانيين قدموهم للقوات الأمريكية مقابل الحصول على المكافأة المالية التي كانت تقدر ب 25ألف دولار نظير الإبلاغ عن أي من معاوني القاعدة. وثانياً أن التعذيب كان يتم بشكل روتيني، لاسيما في بداية الاعتقال، ولهذا قضى أكثر من 100سجين نحبهم في السجون الأمريكية بالعراق وأفغانستانوغوانتانامو. ثم ينتقل الكاتب إلى حالة السجين الليبي عبد الحميد الغزاوي الذي اعتقل في أفغانستان وقُدم لمحاكمة عسكرية بعد ثلاث سنوات من الاعتقال، والتي برأته، قبل أن تُعاد محاكمته ليبقى بالسجن إلى يومنا هذا دون أمل في الخروج؛ في الوقت الذي يعاني فيه من أمراض الكبد والسل الرئوي والايدز، وهو ما ينكره المتحدث الرسمي باسم البنتاغون جيفري غوردون. ثم يوضح الكاتب كيف توصل، بعد سبعة أعوام من الكتابة عن معتقل غوانتانامو، أن أقوال المسجونين عن الأوضاع داخل المعتقل أكثر مصداقية من أقوال مسئولي البنتاغون. ثم يختتم الكاتب المقال بقوله إن أثر غوانتانامو المدمر على الصورة الأمريكية لا يمكن لأي عدو تخطيه بالإساءة إلى أمريكا بأكثر مما فعل الرئيس بوش ونائبه تشيني. (خدمةACT)