في هذه الآونة الأخيرة انتشرت الجريمة بشكل لافت وتعددت طرقها وأساليبها من شخص لآخر والبعض يتساءل عن هذا السبب.. لماذا انتشرت الجريمة وما أسباب ازديادها ومن واقع الاستقراء والتتبع ودراسة أحوال المجرمين تبين أسباب رئيسية لانتشار الجريمة. ومن هذه الأسباب: @ ضعف الوازع الديني الذي يعتبر من الأسباب الرئيسة في انحراف الأولاد وقد تبين من واقع المجرمين بأن ضعف الوازع الديني كان سببًا في ارتكاب كثير من الجرائم وذلك لأن وجود الوازع الديني يكون رادعاً للشخص من فعل الجريمة لأن هناك محاذير شرعية تحرم على الشخص الوقوع فيها فوجود الوازع الديني يكون حصناً منيعاً للشخص من الانحراف وسلوك طريق الجريمة أياً كان نوعها - بإذن الله - والعلاج لا يمكن أن يكون ناجعًا إلا بتربية أولادنا على العقيدة الإسلامية ومراقبة الله والخوف من انتهاك حرمات حدوده وأوامره. @ التربية السليمة الخالية من الإفراط والتفريط والشدة والتساهل والاهتمام بالأسرة من قبل الوالدين - نفسيهما - فنسبة كبيرة من المجرمين وبعد النظر لأحوال أسرهم وكيفية التربية نجد أنهم لم يأخذوا بمنهج الإسلام في التربية وبنظامه في التكوين والإعداد، وقد رأينا كيف يسيء بعض الآباء والأمهات إلى أولادهم حينما يقسون عليهم بالضرب أو بالحبس فيقسون عليهم في التربية أو يكلون تربيتهم إلى الخدم والخادمات، وما أحسن ما فعله عمر حين علم أن أبًا لم يقم بحق ولده عليه في انتقاء أمه وتحسين اسمه وتعليمه القرآن... فلم يلبث إلا أن صاح في وجهه قائلاً جئت إليّ تشكوا عقوق ولدك وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك، فجعل الأب حين أهمل تربية ولده هو المسئول الأول عن عقوقه وانحرافه. @ الفراغ سبب رئيس في انحراف الأولاد، فقد تبين أن أكثر من نصف المحكوم عليهم بجرائم جنسية لديهم أوقات فراغ طويلة في اليوم وهناك تقريبا الثلث من المجرمين يشعرون بفراغ طويل أكثر من 12ساعة يوميًا والعلاج يكون بشغل فراغ الأولاد بما ينفعهم في دنياهم وأخراهم. ومحاولة القضاء على البطالة بأي طريقة. @ ومن العوامل الكبيرة التي تؤدي إلى انحراف الولد رفقاء السوء والخلطة الفاسدة، ومن واقع العمل - كمحقق بهيئة التحقيق والادعاء العام - معظم مرتكبي الجرائم والانحرافات يرتبطون بجماعات من الرفاق يميل أعضاؤها ويشيع عندهم ممارسة الأفعال الإجرامية المحرمة والعلاج يكون بأن يراقب الآباء والأمهات أولادهم مراقبة تامة خاصة في سن التمييز والمراهقة، ليعرفوا من يخالطون، ويصاحبون، وإلى أين يغدون ويروحون ونشر ثقافة الوعي بين أوساط الشباب بين الخطأ والصواب والمحذور والمرغوب وأهمية الحفاظ على النفس وأمن المجتمع. @ الطلاق سبب رئيس في انحراف الأولاد وذلك بسبب تفرق الوالدين فيكون الأب مشغولاً مع زوجته الثانيه وأولاده منها ، والأم تكون قد تزوجت زوجاً آخر فيصبح الأولاد ضحية هذا الشتات ونسبة الطلاق منتشرة وواضحة في المجتمع السعودي وأن العلاج يمكن في أن يقوم كل من الزوجين بأَداء حقوقه ناحية الآخر وأن تتخذ الاحتياطات الشرعية قبل الطلاق من الوعظ والإرشاد والهجر في المضاجع والضرب غير المبرح وأخيراً اللجوء إلى التحكيم. @ من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى انحراف الولد احتداد النزاع واستمرار الشقاق بين الزوجين وكثرة المشاكل بينهما والعلاج يمكن في اختيار الزوجة على أساس الدين والصلاح والمعرفة. @ وكذلك من الأسباب لوقوع الجريمة انخراط المجتمع والانفتاح وذلك بتعدد افق الانفتاح والثقافات وذلك بالانفتاح الفضائي الهائل ومخالطةكذلك الجنسيات الوافدة بحيث كثير من بعض العمالة الوافدة تصدر الجريمة للمجتمع السعودي وهذا ما نراه في هذا الوقت بحيث تكثر جرائم العمالة وبعضها جرائم غير متعارف عليها في المجتمع السعودي فيكتسب الشاب هذه الجريمة ويتعلمها بكافة تفاصيلها الدقيقه. هذا ما تيسر لي جمعه فإن كان من صواب فهو من الله وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان. @ عضو هيئة التحقيق والادعاء العام