مرة أخرى يحتل السعوديون مركزا متقدما في الشياكة وجمال المظهر.. ففي كل عام تقوم مؤسسة "روبر ستارش" أو (Roper Starch Worldwide) بدراسة لأكثر الشعوب أناقة في العالم. وفي هذا العام احتل السعوديون مركزا متقدما بين دول كثيرة شملها المسح في كل قارة. فقد صرح 29% من السعوديين أنهم يهتمون بأناقتهم بدرجة ممتازة وقال معظمهم أن الاهتمام بالمظهر يفرضه "بياض" الثياب واستعمال السواك والضوء الدائم وثقافة تشجع على الاغتسال والتطيب.. وقد شمل المسح الرجال والنساء ورصد اهتمامات أساسية مثل النظافة الشخصية ونظافة الثياب والعناية بالاسنان واستعمال العطورات ومدى انتشار جراحات التجميل.. وقد احتل الفنزوليون المركز الأول - يليهم المكسيكان ثم الأتراك، أما الهنود والماليزيون والأسبان فاحتلوا المراكز الأخيرة في قائمة الأناقة العالمية... ... ورغم اعترافي بعراقة "روبر ستارش" في الاحصائيات العالمية إلا أنني سأضيف ملاحظات بسيطة على قائمتها السابقة : - الأولى : أنه لولا "عمليات التجميل" لأحتل السعوديون مركزا أفضل (ففي حين يتحرج رجالنا من الخضوع لهذه العمليات يخضع لها 47% من الرجال في فنزويلا والأرجنتين)! - والثانية : أن هذا المسح لو كان خاصا بمدن المملكة لأتى سكان الرياض في المركز الأول (كوننا في الحجاز لانتحرج من الخروج بثياب النوم والفوط الإندونيسية)! - والثالثة : وجود الأسبان في مؤخرة القائمة/ وهذا أمر مربك لي شخصيا لأنني لم أر في حياتي أكثر شياكة من رجال برشلونة ومدريد !! - أما الملاحظة الأخيرة : فهي أن قلة الأناقة "والذوق" لاتعني دائما "الوساخة" والجهل بأهمية المظهر ؛ فهناك ببساطة شعوب "عملية" لايشغلها المظهر الخارجي عن الانتاج الفعلي.. ففي حين ينشعل الفنزوليون والمكسيكان بالمظهر الخارجي لايمانع الأمريكان والألمان من الذهاب للعمل ب "تي شيرت" وجينز ممزق! ... أضف لهذا أن مؤسسة روبر ستارش لم تتحدث عن احتلال السعوديين مركزا متقدما في استهلاك العطور والروائح الجميلة ؛ فحسب شركات التجميل العالمية يستهلك المواطن السعودي خمسة أضعاف المواطن الأوروبي وتسعة أضعاف المواطن الأمريكي من العطورات.. وفي كل مسح عالمي تأتي المرأة السعودية ضمن أول خمسة مراكز من حيث معدل الصرف على العطورات ومساحيق التجميل.. أضف لهذا أن شهرة سكان الجزيرة العربية في انتاج واستعمال العطور قديمة قدم الحضارات نفسها. فمنذ عهد الفراعنة والأغريق كان اللبان والمسك والورد يستورد من جزيرة العرب. وبظهور الإسلام ترسخت ثقافة التطيب بسبب الحث الدائم على استعمال الطيب في المناسبات الدينية والاجتماعية.. ورغم أننا اليوم نستورد من الطيب أكثر مما نصنع ؛ إلا أننا مانزال أصحاب المركز الأول - على مستوى الفرد - في استهلاك العطور (حيث يبلغ متوسط شراء الفرد حول العالم 18دولاراً في حين يصرف المواطن السعودي 136دولاراً كأعلى متوسط في العالم)!!