@@ بالتأكيد.. @@ فإنه لايوجد إنسان يقبل تجاوزات أي جهة.. أو أي أحد على وجه الأرض.. على إنسان مهما كانت المبررات.. @@ وبالتأكيد أيضاً.. فإن حماية حقوق الإنسان السعودي هي مسؤولية الدولة.. قبل أن تكون مهمة ومسؤولية هيئة أو جمعية حقوق الإنسان اللتين أُنشئتا مؤخراً.. @@ أقول هذا وأنا أعرف ان المادة السادسة والعشرين من النظام الأساسي للحكم تكفل حقوق الإنسان وتنص على أن "تحمي الدولة حقوق الإنسان.. وفق الشريعة الإسلامية" وان المادة السابعة والثلاثين تنص على أن "للمساكن حرمتها.. ولايجوز دخولها بغير إذن صاحبها ولا تفتيشها إلا في الحالات التي بينها النظام". @@ وبالتالي.. فإنه لا يوجد إنسان عاقل في هذه البلاد.. يقبل بالتجاوزات المتكررة المنسوبة إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حالة ثبوتها.. وإن ظهر أن بعض تلك التصرفات لا تعدو أن تكون اجتهادات فردية وغير مرتبطة بجهاز الهيئة الرسمي.. @@ ولا شك في ان القضاء العادل.. سوف يقتص من المسيئين.. والمتسببين منهم.. في إلحاق الضرر بالآخرين.. @@ ولاشك أيضاً.. في أن الدولة سوف تضع المزيد من الضوابط والإجراءات الحازمة ما يكفل أمن وسلامة وحقوق الناس وحمايتهم من التعدي والحفاظ على خصوصيتهم.. وتقويم.. وتصويب عمل الهيئة أيضاً.. @@ كل هذا متوقع ومطلوب.. @@ لكن غير المطلوب أو المقبول هو.. ان تكون وظيفة الهيئة.. وليس أخطاء بعض المنتسبين إليها هدفاً من أهداف بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.. @@ فقد شهدنا حملات مكثفة.. ومبالغاً فيها.. وغير متوازنة في بعض الأحيان.. إثر كل حادثة.. تقع هنا وهناك من بلادنا.. @@ والخلط بين الهيئة كمؤسسة إصلاحية.. وبين تصرفات بعض "الجهلة" و"القصر" لايمكن ان يكون مبرراً لحملات لا تخدم الوطن ولا تحافظ على أحد ثوابت مجتمعنا المتدين.. @@ فنحن لا يمكن ان نستغني عن دور الهيئة التوجيهي.. والإصلاحي.. وإن أنكرنا وبشدة كل تجاوز لحدود هذا الدور.. أو سوء فهم بعض منسوبيها له.. أو أي ممارسة مخلة بقواعده في الحفاظ على قيم هذا المجتمع وأخلاقياته.. @@ وإذا كان من الهيئة قصور في استقطاب أناس على مستوى المسؤولية.. من حيث التربية الدينية.. و"الاخلاقية" و"الاجتماعية".. والوعي بطبيعة مهام الهيئة ومسؤولياتها ووظائفها في الحفاظ على صفاء المجتمع ونقائه.. بالأمر الصحيح بالمعروف.. والنهي الصحيح عن المنكر بالمعروف أيضاً.. فإن هذا النقص لا يبرر استهداف هذه المؤسسة.. وسعيها إلى حماية الفضيلة في مجتمع بدأت تبرز فيه بعض السلوكيات المحتاجة إلى تصحيح.. بالكلمة الطيبة.. وبالتوجيه الحسن.. وبعدم التسبب في الأخطر والأسوأ.. والأكثر تدميراً للمجتمع برمته.. @@ ومع ذلك.. فإن إعادة صياغة مهام ووظائف ومسؤوليات هذا الجهاز.. باتت ضرورية، ليس فقط في الجوانب الشرعية.. وإنما في النواحي التأهيلية والتنظيمية والحقوقية والنفسية.. حتى لا تتكرر بعض الأخطاء المؤلمة.. ويتزايد حجم النفور من الهيئة.. وتجد بعض وسائل الإعلام المغرضة.. مبرراً في استمرار الهجوم عليها بفعل من لا يريدون الخير لمجتمعنا.. والسلامة لنا.. @@@ ضمير مستتر: @@(تستطيع ان تقود غيرك إلى الفضيلة.. وتهديه إلى دروبها إذا كانت الفضيلة هدفك.. والمصلحة العامة غايتك).