طفل أردني يسطو إلكترونياً على عشرات البنوك المحلية، ويسحب ديناراً من حسابات عملاء ويضعها في رصيده في الوقت الذي أصبحت الجريمة التقليدية (كالقتل، والسرقات بأنواعها، وغيرها ) وسائل مكشوفة، للأجهزة الأمنية؛ إلا أنها بدأت تتعامل مع جرائم جديدة تتعلق بتكنولوجيا المعلومات لكبار المجرمين الذين يطلق عليهم "الهكرز" بحسب مصدر أمني مطلع. طفل يبلغ من العمر 41عاماً تمكن مؤخراً من "السطو الإلكتروني" على حسابات العديد من العملاء من البنوك في عمان؛ ذلك بعد أن اخترق "السيرفر" الرئيس لعدد من البنوك وحصل على معلومات الحماية مثل (كلمة السر) لعدد منها وأرقام وحسابات عدد من العملاء، وإجراء مئات عمليات سحب بمبالغ نقدية صغيرة تقل عن دينار من حسابات العملاء، وتحويلها إلى حسابه، ليسطو بتلك الطريقة على زهاء 21ألف دينار. ووفق مصدر أمني موثوق أكد أن "الهكرز" يختلفون كلياً بجرائمهم العصرية عن مرتكبي الجرائم التقليدية، فهم يقضون أوقاتاً طويلة على جهاز الحاسوب وفضلاً عن ذلك يتصفون بالعبقرية والذكاء، وسلاحهم ليس نارياً أو أداة حادة وإنما (عقل وبرنامج، وفيروسات) لاختراق برامج حاسوبية أخرى. وتستعد إدارة البحث الجنائي للإعلان عن افتتاح قسم لمكافحة جرائم تكنولوجيا المعلومات خلال مطلع شهر حزيران (يونيو) المقبل، ورفده بالخبرات الفنية لتمكينه من متابعة جرائم تكنولوجيا المعلومات؛ لكن يبقى الأمر تطوير التشريعات من الجريمة التي تعتبر عابرة للقارات وتتسبب بخسائر بمئات الملايين لعملاء البورصة، عند تعطيل متعمد من قبل "الهكرز" للموقع الإلكتروني يعتمد عليه بعض العملاء في عمليات البيع والشراء. وفي الوقت الذي لم يتمكن مصدر أمني موثوق الكشف عن حجم القضايا التي يتعامل معها البحث الجنائي في جرائم الكمبيوتر؛ موضحاً أن العديد من الحالات التي يتم ضبطها، يعجز قانون العقوبات عن ملاحقة مرتكبيها، بسبب قصور في التشريعات. وتمكن قسم تكنولوجيا المعلومات الذي ما زال تحت التأسيس من ضبط قراصنة أردنيين استطاعوا سرقة معلومات (السوفت وير) المتعلقة بأكثر أنواع الأجهزة الخلوية انتشاراً، بعد أن قام عدد من "الهكرز" بتفكيك أرقام الشيفرة الخاصة ببرنامج الشركة المنتجة للجهاز والتي يقع مقرها في إحدى الدول الإسكندنافية، ومن ثم بيعه لعدد من محلات صيانة الأجهزة الخلوية، ما أدى إلى انخفاض أجرة إجراء عملية "السوفت وير" للجهاز الخلوي من 52ديناراً بالنسبة للوكلاء في عمان إلى خمسة دنانير في محلات صيانة الكمبيوتر في "الجورة لينك" بعمان وغيرها من المناطق الشعبية.