بعد شهر من الاغلاق التام والقصف الجوي والاقتتال في الشوارع بين اتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات العراقية والامريكية مازال سكان حي "مدينة الصدر" الشيعي في بغداد يعيشون معاناة قاسية جدا وحالة من الذعر والهلع. وتسمع يوميا مع حلول الظلام انفجارات مدوية ، جزء منها جراء قصف جوي امريكي تهز أرجاء الحي الذي تقطنه غالبية شيعية موالية لمقتدي الصدر فضلا عن اشتباكات بين القوات العراقية والامريكية من جهة وميليشيا "جيش المهدي" التابعة للصدر والتي تتحصن في الازقة الضيقة. وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أعطى الضوء الاخضر لقواته بمحاصرة مدينة الصدر وملاحقة "جيش المهدي" في الحي بالتزامن مع انطلاق خطة "صولة الفرسان" بهدف استعادة الأمن في مدينة البصرة ( 550كم تقريبا جنوب بغداد) فجر الخامس والعشرين من اذار (مارس) الماضي. لكن يبدو أن الامر لم يكن محسوبا بدقة من قبل الحكومة العراقية. فسرعان مانشبت معارك طاحنة استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة والطائرات المقاتلة التابعة للقوات متعددة الجنسيات بقيادة الولاياتالمتحدة. وفوجئت الحكومة بذلك حيث انها تتوقع "صولة" يتم من خلالها القضاء على الخارجين عن القانون ومهربي النفط والعصابات في البصرة. لكن الامر تطور واتسع ليشمل مدنا أخرى مثل الناصرية والعمارة وكربلاء واحياء شيعية في بغداد أبرزها حي مدينة الصدر الذي شيد في عهد عبد الكريم قاسم اول رئيس وزراء للعراق بعد الاطاحة بالعهد الملكي في تموز (يوليو) عام 1958ويقطنه أكثر 5ر 2مليون نسمة. وقال النائب حارث العبيدي عضو مجلس النواب العراقي عن "جبهة التوافق العراقية" لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) إن "الوضع خطير ومأساوي جدا في مدينة الصدر ويجب ايقاف العمليات العسكرية والركون الى الحل السياسي". واضاف العبيدي: "كنت يوم الاربعاء برفقة 11من اعضاء مجلس النواب في زيارة تفقدية للاطلاع على الاوضاع في المدينة ورأينا جزءا من معالم الخراب والحالة المأساوية التي تعيشها المدينة منذ شهر جراء العمليات العسكرية التي تنفذها الحكومة من اجل مطاردة الميليشيات وفرض سلطة القانون".