@ كتبت بصمت عند صخرة شاطئها : "لو يعلم صغيري كم من الحزن يسكنني .. وكم هي مساحة البؤس و الألم .. لو يعلم أحجام الحسرة ومنابع الحمم .... معنى أن تذوب واقفاً .. أن تحمل الماء وجوفك تسكنه نفود القهر .. لو يعلم .. أن تستجدي الود في قوم مباطنهم جوفاء .. وهامتهم خرقاء.. لو يعلم .. حين ينحني اليأس في ميدان الهزيمة .. ويصبح الغادر .. بطلاً لو يعلم كم من الصبر يلزمني كي أحتمل حماقات بعض البشر ... بني ... كم من العمر بعيداً عن الحقائق .. يُهدر" @@ حين جاءها بمهرها المنسكب على الطرقات قالت: "ليست تبهرني المباني الشاهقة ولا تعجبني الأبراج العالية .. ولم أتمنَّ يوماً امتطاء ناطحات السحاب .. فقط هذه الأشجار .. دوماً تذهلني .. وحركات السحب .. ومنابت الشجر .. هي تلك الآيات تقتلع شجوني .. إعجابي .. بين جنبات النسيم وضجيج المطر .. ليست الأموال تسلبني لبي ولا الألماس ولا الياقوت ولا أي حجر .. هي العقول وحدها تقنع حلمي تطلق حبي .. وملافظ البشر" @ @@ اعترفت في كتابها تقول: "تزوجت لأبحث عن طفولتي المهاجرة .. فقالوا لي إن الرجل طفل كبير ..! بسطتُ كل أشرعتي لاحتوائه .. وارتديت الصبر .. واكتحلت بالتضحية .. فوجدتني أرتجف برداً .. وأتمزق عطشاً .. وأحتفظ بعزم ضرير ..! بارع هذا الوجع .. ينتقي أماكن الاختباء .. يعرف أين يتقوقع الألم فأدركت أنه ليس من حقيقة مطلقة ننشدها .. ولا أمل حقيقياً نستوعبه .. ولا غاية طائعة تقنعنا .. سوى الله"