شعور غامر بالفخر والاعتزاز أن تحظى الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بشرف الفوز بجائزة تحمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية - حفظه الله - وهي جائزة السعودة، وشعور أكبر بالفخر والاعتزاز أن تحظى الغرفة بشرف تسلمها من يد سموه الكريم في احتفال بهيج يجسد أكثر من معنى ومغزى، فالجائزة تتوج جهود الغرفة التي بذلتها بكل صدق وإخلاص وشعور مفعم بالوطنية من أجل تعزيز ورفع معدلات السعودة وتوطين الوظائف وتمكين الخريجين من أبناء وبنات الوطن من تولي الوظائف المتاحة لدى الغرفة وتأهليهم بالخبرة اللازمة للقيام بأعباء الوظيفة على النحو المقبول والمرضي وبمستوى لا يقل عن مستويات العمالة الوافدة المؤهلة . وبودي أن أعرب بداية عن أسمى مشاعر التقدير والامتنان لرائد إستراتيجية السعودة في المملكة سمو الأمير نايف لجهوده التي لم تتوقف منذ تبنت المملكة السعودة كإستراتيجية ثابتة ومحورية، ولم تصرفه عنها مهام سموه ومسؤولياته الأمنية الجسيمة وسهره على تأمين سلامة الجبهة الداخلية وحمايتها من الفئة الضالة العابثة بأمن الوطن والمفرطة في أمانة الحفاظ عليه والذود عن حياضه واسترخاص الغالي والنفيس من أجل بقاء الوطن مصوناً آمناً سالماً، وكيف بمواطن نشأ وترعرع ونهل من خير الوطن يأتي ليقدم أمنه هدية للعابثين والشياطين، لكن الله سبحانه حمى الوطن وأفشل مخططات العصبة المغرر بها وباءت بالخسران المبين، وتوارت تتخفى في الظلام كالخفافيش التي لا تقوى على الخروج للنور . ولهذا فإن العرفان والامتنان ينبغي أن يكون عظيماً لسمو الأمير نايف الذي يحمل هموم تأمين سلامة الجبهة الداخلية للوطن، والذي كرس في نفس الوقت جهده لمتابعة الجهود التي تبذلها كافة أجهزة الدولة الحكومية وفي مقدمتها وزارة العمل وكذلك الجهات الخاصة لتعزيز إستراتيجية السعودة وزيادة معدلات إحلال الكوادر الوطنية محل العمالة الوافدة، وهي جهود حققت معدلات ممتازة بحول الله، لكننا نجد أنفسنا مطالبين ببذل جهود مضاعفة ومضنية كي نهيئ البيئة ونعد أبناءنا وبناتنا لسوق العمل وإتقان حرفيات الوظيفة والمهنة التي سيتولاها الموظف السعودي وحتى نتمكن من مواجهة الأعداد المتزايدة التي تضخها الجامعات والمعاهد والثانويات المختلفة عاماً بعد عام . ولعلي أشير بشعور من البهجة إلى الجهود التي دفعت غرفة الرياض إلى الفوز بجائزة الأمير نايف للسعودة، فهي وللحقيقة ليست المرة الأولى التي تحرز فيه هذا الإنجاز، فقد كانت سباقة في تبني إستراتيجية السعودة في داخلها كمؤسسة وبوتقة لتعبئة الخبرات واستقطاب الكفاءات الوطنية، إيماناً من الغرفة بأهمية هذا الدور الوطني وتأثيره الإيجابي الاقتصادي والاجتماعي والوظيفي على المجتمع، ولهذا فقد استطاعت أن ترفع نسبة العمالة الوطنية فيها إلى 89% في عام 1427/1426ه، وهي جهود لم تأت من فراغ بل بجهود واعية ومدروسة وجادة أثمرت تلك النسبة العالية . ولم تقف جهود الغرفة عند هذا الحد بل ساندت بكل قوة جهود توظيف العمالة الوطنية في منشآت القطاع الخاص بعد أن أنشأت مركز التوظيف ليتولى التنسيق مع هذه المنشآت لتوطين الوظائف المتاحة لديها، حيث تمكن المركز من تسهيل توظيف أكثر من 8600مواطن منذ تأسيسه في عام 2001م، كما ساهمت الغرفة مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وصندوق تنمية الموارد البشرية في إنجاح برنامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك الذي يتولى تدريب وتوظيف الشباب السعودي في منشآت القطاع الخاص، كما ساهمت الغرفة بجهود مقدرة في تأهيل الكوادر الوطنية من خلال مركز التدريب الذي يقدم برامج متنوعة للتدريب الراقي الذي يؤهل الفرد لحاجات السوق المحلي بكل كفاءة ومقدرة عالية . لا جدال في أن إستراتيجية السعودة هي خيار إستراتيجي تبنته الدولة وتدعمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، وغرفة الرياض التي تحتفي اليوم بفوزها بجائزة سمو الأمير نايف للسعودة، تعتبر أن مسؤوليتها تتضاعف بهذا الإنجاز وذلك الفوز، وستواصل العمل بكل العزيمة والعطاء من أجل دعم تلك الجهود . @ رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض