"لا أريد أن أتزوج مرة أخرى.. خلاص توبة. الثاني سيكون مثل الأول، الرجال متوحشون" كان هذا حصيلة المعاناة والتجربة المريرة التي خرجت بها الطفلة نجود ذات الثماني سنوات بعد تجربة زواج أجبرت عليها من رجل يبلغ من العمر 30عاما. خرجت نجود محمد علي بعد قرار محكمة البدايات الغربية للعاصمة اليمنية صنعاء بتطليقها الثلاثاء الماضي من الشاب فائز علي ناصر إلى دنيا طفولتها وحريتها التي استعادتهما، خرجت لتلعب وتركض من جديد بعد زواج استمر لشهرين ونصف الشهر. نجود التي تدرس في الصف الثاني - تعليم أساسي - عاشت تجربة مريرة حيث كان يصعب عليها أن توفي مطالب الزوجية التي وجدت نفسها فيها فجأة. ببراءة الطفولة فرحت نجود بحفلة العرس الذي اقيم لها بحضور بعض الأهل والأقارب والأصدقاء وكان الأمر لا يعنيها وتقول: "كنت فرحانة بالعرس. وأثناء حفلة الزفاف التقطت صور لنا لكنني لم أرها.. لم ادرك معنى الزواج ولا معنى الطلاق." وتضيف:"كنت اكره الليل ولا أريده ان يأتي" وتستدرك ان الليل ليس له ذنب فقط لأن الزوج "كان وحش قوي معي." . طالبت نجود بالطلاق بعد عشرة ايام على زواجها..كان الزوج يضربها ويطالبها بأشياء لم تستوعبها بعد..ظلت تتردد على أعمامها وأخوالها ولكن دون جدوى: طلبت من أبي وأمي وعمتي ان يخلصوني من ظلم هذا الشخص ولكنهم رفضوا رفضا كاملا وقالوا لي: اذا تريدي شيئاً فالمحكمة موجودة روحي واشتكي، نحن ما نتدخل. لكن خالتها ارشدتها إلى الاستنجاد بالمحكمة. ركبت التاكسي وانطلقت إلى المحكمة والتقت بالصدفة المحامية الناشطة الحقوقية شذى ناصر التي تبنت قضيتها وحشدت الرأي العام والإعلام لمناصرتها. القضاء قال كلمته وأمر بتطليقها وأمر بتعويض للزوج يصل إلى 50الف ريال يمني دفعته المحامية ناصر. القانون اليمني للأحوال الشخصية والصادر بقرار جمهوري عام 1992تقر المادة رقم 15فيه " انه لا يجوز زواج الولد او البنت اقل من سنة الخامسة عشرة" ولكن هذه المادة عدلت في عام 1998وأصبحت "يجوز للأب ان يقوم بزواج ابنته وابنه إذا وجد في ذلك مصلحة. ولكن لا يجوز للزوج (العاقد) ان يدخل على البنت إلا إذا اكتملت بنيتها وجسمها وأصبحت بالغة" وذلك ما ليس موجوداً في الطفلة نجود. المحكمة تمكنت من تخليص نجود من براثن زواج يصعب حتى القول عليه زواجاً مبكراً وأمرت بتعويض الزوج لكنها لم تعوض الطفلة عن فقدانها لأدميتها وانتهاك حقوقها وطفولتها لمدة شهرين ونصف. الزوج فائز علي تامر أنكر التهمة الموجهة إليه بضرب زوجته الطفلة نجود وقال امام قاضي المحكمة :"انا تزوجتها برضاها ورضا والدها وأهله"، ورد له عن سؤال وجهه إليه القاضي عما إذا واقعها قال :" نعم دخلت عليها، وأما الضرب فلم أضربها" . امنية نجود التي تعيش الآن في منزل خالها هي الدراسة والعودة إلى كنف الطفولة وصحبة المدرسة التي حرمت منها لشهرين ونصف : أتمنى ان أعود إلى زميلاتي اللاتي لم اعد التقيهن منذ الزواج، ندرس ونلعب مع بعض.. أتمنى ان ادرس وأكمل الجامعة وأصبح محامية في المستقبل. انصح صديقاتي بعدم الزواج إلا بعد التخرج من الجامعة.