أثار معلم "صغير" لم يتجاوز عمره الخمسة عشر عاماً دهشة مشرفين تربويين ومجموعة من المعلمين حضروا عنده داخل قاعة الدرس لمشاهدته والوقوف على أدائه. المعلم "الطالب" أحمد عبدالله العبدالمحسن الذي يدرس في الصف الثالث متوسط بمدرسة القارة المتوسطة بالأحساء كان نهاية الأسبوع الفائت على موعد مع الإبداع والتميز لا من كرسي الدراسة الذي يفترض أن يكون جالساً عليه (وهو في الأساس مميز ومتفوق)، ولكن إبداعه هذه المرة كان وقوفاً أمام السبورة حيث أعطي الفرصة كاملة للشرح والمناقشة والكتابة، لموضوع في منهجه الذي يدرسه في مادة الجغرافيا، مستخدماً العديد من الوسائل الإيضاحية . ورغم صغر سنه إلا "المعلم" أحمد كان مثاراً بحق لإعجاب المشرفين التربويين للمواد الاجتماعية اللذين حضرا خصيصاً لمشاهدته وهما الأستاذان سعد الجري ووحيد المحيفيظ اللذان اثنيا على الطالب وعلى أدائه وتمكنه من الشرح بتمكن دون الشعور بالخوف، وأشارا إلى أن "المعلم الصغير" أحمد استخدم كافة طرق التدريس الحديثة التي تدرس في الجامعات وكليات التربية ، كما أثنى المشرفان على تطبيق إستراتيجية المعلم الصغير ودعيا إلى تطبيقها في جميع المدارس لتتيح للطلاب فرصة التعبير عن ذاتهم ولتعزيز العلاقات الإنسانية بين الطلاب، مؤكدين أن مدير التربية والتعليم بالاحساء الاستاذ أحمد بالغنيم يحث دائماً على اتباع الاستراتيجيات الحديثة في التعليم والتي تركز على مشاركة الطالب واستخدام التقنيات الحديثة ومنها الحاسوب في التعليم، من جانبه أثنى مدير المدرسة سعد الجديدي على قدرات الطالب وأبدى سروره بوجود أمثال أحمد يملكون الثقة في أنفسهم تمكنهم من الإبداع. أما زملاء أحمد فقد اثنوا عليه وعلى تمكنه، فقد أشار علي نزار العبدالمحسن وعبدالله الحمد وعلي المليفي أنهم يشعرون بأن الذي يقف أمامهم هو معلم متمكن من كل شيء ويملك أسلوباً جذاباً يجعلهم يفهمون الدرس بل ويحفظونه خلال الحصة ! ويقول علي عبدالله ومحمد ياسر وفاضل بوسنه وفاضل الغانم إن إعطاء الفرصة للطلاب للشرح أمام زملائهم يمنح الجميع فرصة تقديم ما لديهم من تميز كما أنه ربما يكون سبباً لفهم الطالب لزميله ربما أكثر من المعلم .