هكذا هو حال الهلال.. ملح الكرة السعودية وزعيم أنديتها المتوج بكل ألقابها.. والمتفرد بأرقامها القياسية. في كل بطولة له قصة.. وفي كل إنجاز له مواقف وأحداث خلدها التاريخ الرياضي وترك أثاره الزرقاء.. وبصماته الذهبية في ذاكرته إلى الأبد. وخلال 48عاماً تمثل الفترة الفاصلة بين أول وآخر بطولة حصدها.. توج هذا الفريق المدهش ب 47بطولة داخلية وخارجية حققتها أجيال متلاحقة من لاعبيه الموهوبين ونجومه الخالدين الذين قاد مسيرتهم الذهبية مؤسس الهلال - الداهية - عبدالرحمن بن سعيد ومن بعده الأمير هذلول بن عبدالعزيز والأميران عبدالله بن ناصر وعبدالله بن سعد (رحمهما الله) والأمير خالد بن محمد ومحمد مفتي والأمير بندر بن محمد والأمير سعود بن تركي والأمير عبدالله بن مساعد والأمير محمد بن فيصل. وفي غضون 37يوماً رسم فارس الكرة السعودية الأول ثلاث لوحات غاية في الجمال.. استرد في الأولى كأس ولي العهد ثم فقد كأس الأمير فيصل في المباراة الختامية بعدما تفوق وصال وجال واهدر لاعبوه أهدافاً ولا في الخيال.. وبعدها عاد الفريق العملاق ليسترد لقب الدوري عقب عامين من الغياب وموسمين من معاناة السقوط المتكرر في المباراة الختامية. نعم كل ما احتاجه الفارس الأزرق 37يوماً فقط ليضم بطول الدوري إلى جانب كأس ولي العهد للمرة الثانية في غضون ثلاثة أعوام وظل شعاره الدائم في منصة التتويج.. العشق الأزرق للإنجازات المتميزة والتفرد بالألقاب.. ولا نبالغ إذا ما أقلنا ان هلال اليوم انتقل من مرحلة الفوز بالبطولات إلى مرحلة متقدمة يصعب على البقية بلوغها على المدى القريب وهي مرحلة صنع وتحقيق الإنجاز الاعجاز بتعزيزه محصلته من البطولات إلى رقم غير مسبوق ( 47بطولة). وخلال تلك ال 37يوماً عانى الهلال الأمرين من تخبط اللجنة الفنية باتحاد الكرة وتنظيمها السيء بتداخل منافسات المسابقات الثلاث لأول مرة وارهاق اللاعبين بكثرة المباريات وتشتيت أذهانهم . غير ان المحصلة النهائية أظهرت ان أكثر فريق وقع عليه ظلم اللجنة الفنية هو من اعتلى القمة ونال أغلى الألقاب من أصعب الطرق وأكثرها وعورة ليثبت في الختام بالقول والفعل ان عزائم رجال الهلال لا تفتها الشدائد مؤكدين ان للمجد الأزرق بقية وان (الأصايل ما تلحق إلاّ تالي).. حتى في ميدان جدة!! أغرب عقوبة! جاء قرار لجنة الانضباط أمس الأول مخيباً للآمال حين اكتفت اللجنة بايقاف مهاجم الاتحاد الغيني الحسن كيتا مباريتين فقط لاعتدائه وضربه اختصاصي العلاج الطبيعي لنادي الهلال (عاطف الكنزري) ومعاقبة (الضحية)!! بايقافه مباراة وتغريمه مبلغ ألف ريال بحجة وجوده في مكان غير مخصص له في مباراة الاتحاد الأخيرة! أي منطق في تغريم الضحية دون الجاني.. وأين مبدأ العدل والانصاف يالجنة الانضباط؟! في هذه الواقعة الواضحة للعيان.. فقد كنا نتوقع عقوبة صارمة بحق الغيني (كيتا) الذي سبق ان تساهلت معه اللجنة في مشاجرته مع مدافع الشباب فيصل العبيلي الذي أوقف بسببها ثمان مباريات بسبب البصق اما العتداء بالضرب فعقوبته في لائحة لجنة الانضباط الإيقاف مباريتين فقط!! ومساء الجمعة الماضي شاهد االجميع عبر شاشات التلفاز (كيتا) يخرج عن الروح الرياضية ويتجه بكل عنجهية صوب المدرجات ليعتدي على (عاطف) بالضرب أثناء سير المباراة.. ألم تكن هذه الحالة تستوجب طرده من حكم المباراة هذا أولاً. وثانياً: سؤال موجه للجنة الانضباط.. لو لم يعتد (كيتا) بالضرب على المجني عليه في المدرج.. هل كانت لجنة الانضباط ستعاقب (الضحية) بايقافه مباراة وتغريمه مبلغ ألف ريال بذريعة وجوده في مكان غير مخصص له (في المدرجات)؟! مبرر غريب.. وقرار عجيب للائحة غامضة فهل هناك نية لدى الهلاليين للاستئناف على هذا القرار المجحف ورد اعتبار الاختصاصي المظلوم؟!