جاء سقوط القادسية إلى دوري الدرجة الأولى محزناً لعاشقي فارس الخبر ولمحبي كرة القدم السعودية باعتبار بنو قادس أحد الفرق الكبيرة والتي تحمل ذكريات رياضية لافتة بما حققه الفريق من نتائج وإنجازات سجلها التاريخ بأحرف من ذهب لعل أبرزها البطولة الآسيوية وبطولة كأس سمو ولي العهد وبطولة كأس الأمير فيصل بن فهد ومنافسته لأكثر من مرة على بطولة الدوري، إضافة إلى ما قدمه الفريق الأحمر من أسماء كثيرة وبارزة لقائمة الأخضر بمختلف درجاته والتي كان لها حضور كبير وتواجد مميز ولعل آخر هذه الأسماء كوكبة نجوم الأخضر الأولمبي (محمد السهلاوي ويوسف السالم وعبدالملك الخيبري والطريدي وصالح الغوينم) التي كان لغيابها دور هام ومؤثر سلباً على مسيرة الفريق وتراجع نتائجه بإعتباره يعتمد على هذه العناصر بدرجة كبيرة. وكأن المسئولين في الإتحاد السعودي يعاقبون الفريق الأكثر إمداداً للمنتخب الأولمبي أثناء مشاركته في التصفيات الأولمبية الأولية والنهائية حتى سجل تراجعاً مخيفاً في مستواه ونتائجه ومعها جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير وهي هبوط القادسية إلى دوري المظاليم دون تقدير أو تمحيص لما مر به هذا الفريق من ظروف متعدده ساهمت بشكل مباشر في تراجع الفريق وسقوطه المرير لعل الأبرز منها دون شك الإنقسامات الإدارية المريبة التي أشعلت حرب التصريحات بين المنتمين لهذا الكيان حتى بدت ظاهرة على الملأ ومن خلالها تبادلت فيها الأطراف المتناحرة الاتهامات التي هزت الثقة بلاعبي الفريق وجعلت منه يلعب بلا هوية في الوقت الذي كان فيه بأمس الحاجة لتكاتف مسئوليه ووقفتهم الصادقة مهما كان حجم الخلافات ومهما بلغ مداها ولكن صار ماصار وفات القطار بعد أن عصفت الأمواج المتلاطمة بالفريق وحذفت به بعيداً عن الكبار، ولا عزاء لعشاق الفارس الأحمر سوى الصبر الطويل ومزيداً من الإنتظار.