ألا إن الغريب في غير داره كجريح يتلظى من جراحه ويرعف منها حتى يموت عندما يتغرب ويبتعد عن أرضه ولا يلمس ترابها أبداً كمن حرم من الماء قسوة من ظالم فجر وتمرد من ابتعد وابتعد وابتعد ولم يرى بقايا أوطانه أبدا ظل كريشة في قلب عاصفة تعصف النوافذ والجدران والبيوت من اختفت حدوده وبقي في اسوار غير اسواره كمن فر من حضنه يبتغي حضناً أدفأ وأقرب وعندما أعيته الأشواك حن فكيف بطفل يتذكر خطاه؟ فإن بت وحيداً فلا تخف فثمة وحيدة - هنا - تتألم