كمدخل للموضوع أجد أنه من الضروري وصف مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هي حاله في عهده وفي عهد الخلفاء الراشدين من بعده. بنى الرسول صلى الله عليه وسلم مسجده على مساحة 1600م 2.كانت أرض المسجد من الرمال، وسقفه من الجريد، وأعمدته من جذوع النخل، وحوائطه من الحجارة والطوب اللبن. اتخذ صلى الله عليه وسلم منبرا من خشب الطرفاء. وللمسجد النبوي ثلاثة أبواب. بني في مؤخرة المسجد مكان مظلل (صفة) لنزول الغرباء وعابري السبيل والفقراء ومن لا مأوى لهم ولا أهل ممن عرفوا بعد ذلك بأهل الصفة. وفي عهد أبي بكر الصديق قام رضي الله عنه ببعض الإصلاحات والترميمات للمسجد النبوي الشريف فوضع أعمدة خشبية جديدة مكان الأعمدة التي أصابها التآكل ولم يزد في المسجد شيئا. أما الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد زاد في مساحة المسجد حتى بلغت قريبا من 6400م 2.وقد أزالت التوسعة العمرية المباني والبيوت المحيطة بالمسجد من جهات الغرب والشمال والجنوب. أما جهة الشرق فقد ظلت كما هي من غير زيادة؛ حيث كانت توجد حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. ثم زادت مساحة المسجد في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه فبلغت 8000م2، وبنيت جدرانه بالحجارة المنقوشة، وزود سقفه بالساج وأضيفت إليه أبواب جديدة. وأضاف المحراب لأول مرة. ومع توفر مواد البناء من حجارة وطين وجذوع وجريد النخل لم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون من بعده حواجز تعزل الرجال عن النساء في المساجد برغم أن الصحابيات كن يصلين صفوفاً خلف الرجال وهذا خلاف مانراه منتشرا في مساجدنا في هذه الأيام. لقد آن الأوان لكي نطهر ممارساتنا الإسلامية فكرا وسلوكا وممارسة من أية شوائب علقت بها لظروف اجتماعية أو لرأي بشر مجتهد يقبل رأيه الصواب والخطأ.