سعادة رئيس تحرير جريدة "الرياض" الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعنا على (كلمة الرياض) المنشورة بجريدتكم الغراء بالعدد رقم 51541وتاريخ الجمعة 13(ربيع الأول) 1429ه الموافق 21مارس 2008للكاتب يوسف الكويليت، والتي اشار فيها الى اندثار التراث الشعبي، وغياب النشاط الحرفي دون توثيق، الا ما نراه في الجنادرية، او في بعض المدن التي لا تزال تحتفظ ببعض من لا يزالون يمارسون المهن التراثية. ونود في البداية ان نتوجه بالشكر والتقدير لكم وللكاتب الكريم على الاهتمام بالكتابة عن النشاط الحرفي وأهمية المحافظة عليه، والاستثمار فيه، ولاشك اننا نتفق مع رؤية الكاتب بأهمية هذا النشاط التراثي، والذي اكد تنظيم الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي اقره مجلس الوزراء الموقر منذ اسبوعين على اهميته وجعله من الاختصاصات الأصيلة للهيئة، وبذلك تكون المرة الأولى التي يذكر فيها هذا النشاط ويلحق بجهة تتولى شؤونه، وما كان لذلك ان يتحقق لولا وعي القيادة - أيدها الله - بأهمية هذا القطاع والذي يمكن استشعاره من دعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، وإيمان الدولة بأهمية تنمية هذا القطاع لما يحمله من فرص اقتصادية وفوائد ثقافية ووطنية. ونود الإشارة الى ان الهيئة العليا للسياحة واستشعارا منها بهذه الأهمية التي نوه اليها الكاتب في مقاله، وانطلاقا من كون النشاط الحرفي يعد ارثاً وطنياً، ومجالاً خصباً لتوفير فرص العمل، ومصدراً لتنمية الموارد الاقتصادية وعاملاً لإنعاش الحركة التجارية والسياحية، فقد بادرت الهيئة بعد تأسيسها بالدعوة الى اعداد استراتيجية وطنية لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية، شارك في اعدادها الى جانب الهيئة فريق عمل من وزارات: المالية، والتجارة والصناعة، والتخطيط والاقتصاد الوطني، والعمل، والشؤون الاجتماعية، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، والهيئة العامة للاستثمار، ومجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية كممثل للقطاع الخاص، وقد تناولت هذه الإستراتيجية قطاع الحرف والصناعات اليدوية من جميع جوانبه، ولم تنتظر الهيئة حتى تقر هذه الاستراتيجية بل بادرت الى ايجاد مقرات دائمة للحرفيين في بعض مناطق ومحافظات المملكة بالتعاون مع امارات وبلديات، ورفع كفاءة الحرفيين وتنفيذ برامج تدريبية لهم تستهدف المحافظة على الحرف من اندثار ورفع كفاءة المشتغلين بها. اضافة الى ذلك فإن الهيئة تولي اولوية لدعم مشاريع اخرى بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص مثل وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشؤون البلدية ووزارة المالية القروية لما من شأنه تنمية قطاع الحرف والصناعات اليدوية، ومن تلك المشاريع الاستفادة من مراكز التنمية والخدمة الاجتماعية المنتشرة في مناطق المملكة كمقرات للتدريب والإنتاج الحرفي، ودعم الجمعيات الخيرية التي تقدم برامج تدريب وتطوير المنتج الحرفي وتسويقه، وتفعيل برامج الأسر المنتجة، والتنسيق في ايجاد منافذ بيع للمنتجات الحرفية في مجمعات الأسواق والمهرجانات الكبرى داخل المملكة وخارجها، وتأهيل وتطوير ورش وتجمعات الإنتاج الحرفي القائمة في عدة مواقع مختارة. وتأهيل عدد من المباني التراثية وتحويلها الى مجمعات للحرفيين، وغيرها من الأنشطة والقرارات التي ستسهم حين اقرارها من الدولة وبدأ العمل بها على تنمية هذا القطاع سواء برفع مستويات المشتغلين به او مساندتهم مادياً وتسويقياً وتدريبياً. كما انه وتأييدا لما اشار اليه الكاتب عن دور مهرجان الجنادرية في توثيق النشاط الحرفي، فإنه تجدر الإشارة الى تثمين الهيئة لهذا الدور وإشادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة (في تصريح صحفي اخير) بمبادرة المهرجان باحتواء الحرفيين السعوديين وإسهامه بشكل بارز في المحافظة على الحرف اليدوية وتنميتها. ختاما اشكر لكم وللكاتب الكريم الاهتمام بالكتابة في هذا الموضوع، آملا نشر هذا الإيضاح في المكان المناسب. وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري مدير عام العلاقات العامة والإعلام اخوكم ماجد بن علي الشدي