السيرة الذاتية التي يمتلكها محمد النويصر تقول مبدئيا إزاء تعيينه رئيسا للجنة الفنية بالاتحاد السعودي لكرة القدم انه الرجل المناسب في المكان المناسب. النويصر الذي دلف الى الاتحاد السعودي لكرة القدم أول مرة في مارس عام 2001م لم يدخل أهم اتحاد رياضي في المملكة من بواباته الخلفية أو من نوافذه وإنما دخله من أوسع أبوابه، وهاهو اليوم يتم التجديد له ليؤكد استحقاقه للمنصب وثقة قمة الهرم الرياضي فيه. والقول باستحقاقية النويصر ليس كلاما عبثيا وإنما سيرته الرياضية والعملية تكشف حقيقة ما يملكه الرجل فضلا عن الطموحات التي يكتنفها، فقد عرفه الوسط الرياضي عضوا في نادي الشباب وهو احد أهم الأندية الرياضية في المملكة والذي ارتقى فيه أعلى المناصب القيادية حيث عمل كنائب للرئيس ثم رئيسا وذلك خلال الفترة ما بين عام 2000و2001م، فضلا عن الدور الذي لعبته شركة أرامكو السعودية حيث يعمل رسميا في اكتسابه للمزيد من الخبرات الوظيفية خصوصا وان أرامكو تعد من الشركات الرائدة عالميا في تأهيل كوادرها ناهيك عن كونه يعمل في واحدة من أهم الدوائر في الشركة وهي دائرة العلاقات العامة كممثل لها في المنطقة الوسطى. ومن نادي الشباب اختيرا لعضوية الاتحاد السعودي الذي عمل فيه باجتهاد في بداية دخوله غير انه اضطر للغياب القسري لارتباطه مع جهة عمله الرسمي في أرامكو السعودية حيث اضطر للسفر للعاصمة البريطانية لندن والإقامة هناك ما أبعده عن ممارسة عمله ميدانيا في اتحاد الكرة برهة من الزمن لكن ذلك لم يمنعه من العودة لفاعليته من جديد لينتقل من إطار العمل المحلي الى الإطار القاري من خلال الاتحاد الآسيوي كعضو في لجنة المسابقات. والمتابع للنويصر يدرك حضوره الاجتماعي على مستوى العاصمة الرياض ما جعله يترشح في العام 2005في الانتخابات البلدية التي شهدتها السعودية لأول مرة وذلك عن الدائرة السادسة في مدينة الرياض قبل ان يخسر في سباق الترشح. وعلى الرغم من كل تلك السيرة الثرية للنويصر إلا أنه يقف اليوم في رئاسته للجنة الفنية في محك صعب باعتبارها اسخن اللجان في اتحاد الكرة، ولعله يدرك تماما حجم الانتقادات التي عانى منها سلفه ماجد الحكير لاسيما فيما يتعلق بإصدار جداول المسابقات وتوقيتها وقضايا التأجيل والتقديم والتداخل، فضلا عن مسؤوليته في الفصل في قضايا الاحتجاجات والتقارير المرفوعة في بعض الحالات المتعلقة باللاعبين والإداريين والجماهير، ولعل ما عاشه الموسم الحالي من أزمات كفيل بان يجعله يشمر عن ساعديه منذ اليوم الأول له في المهمة.. فهل يفعل؟!