شدد صاحب السمو أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن على ضرورة إعادة النظر ومراجعة كثير من الأنظمة والآليات المتبعة حالياً في إدارة المشاريع في مختلف مراحله خاصة من الناحية الإجرائية سواء عند الترسية أو أثناء التنفيذ او التشغيل. وقال: هناك ضرورة ملحة للأخذ بأساليب جديدة تواكب إيقاع خطوات التنمية ومتطلبات المرحلة الراهنة. وزاد: كثير من التنظيمات الحالية وإن كانت تهدف أساساً إلى ايجاد ضوابط لصالح المشروع إلا إنها تحولت في حالات كثيرة إلى عامل معطل أو معوق عن تحقيق أهدافه بالنوعية والزمن المطلوبين. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال افتتاحه أمس نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مؤتمر إدارة المشاريع الذي تنظمه الهيئة السعودية للمهندسين بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الأنتركونتننتال خلال الفترة من 5- 9أبريل الجاري. وتمنى سموه أن تساهم الهيئة للمهندسين من خلال هذا الملتقى في تحقيق خطوة مفيدة لإيجاد آليات وبيئة تساعد المهندس أكثر مما هو موجود حالياً وأن تقدم إدارة ناجحة لمشروعاتنا. وأضاف سموه إلى القول: إن توظيف البيئة المناسبة لإدارة المشروعات بكافة أبعادها اعتباراً من الخطوة الأولى المتمثلة في وضع الأفكار الأولية للمشروع إلى الانتهاء منه وتسليمه ليعتبر مطلب هاماً وملحاً يسعى الجميع إلى بلوغه. واعتبر سموه الإدارة الناجحة للمشروع هي من تنجح في استغلال تكاليفه الاستغلال الأمثل مهما كان نوعه وحجمه وتنجزه في الموعد المحدد محققتاً أفضل قيمة مضافة إليه. من جهته طالب الدكتور عبدالرحمن الربيعة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين زملائه بالمهنة بالمزيد من العمل المهني المفيد مشيرا الى ان العمل الهندسي في تنامي كبير. وقال إن الهيئة حققت خلال العامين الماضيين فائضاً بميزانيتها ونفذت نحو 220نشاطاً مهنياً مختلف التخصصات وزاد عدد العضوية في كل سنة ما يربو على 20إلى 30%. ان المؤتمر يهدف إلى التعريف بالقضايا التطبيقية المهنية الهامة في حقل إدارة المشاريع واتجاهاتها وتطوراتها واستمراراً للملتقى المهني لمهندسي المشاريع في منطقة الخليج العربي، كما تسعى الشعبة إلى إبراز المعوقات والتحديات التي تواجه إدارة المشاريع. وأضاف الربيعة بأن المؤتمر يهدف أيضاً إلى التعريف بمنهج إدارة المشاريع كأسلوب إداري هام، وتشجيع التعاون ونقل التجارب والممارسات الناجحة بين القطاعات الصناعية والخدمية في حقل إدارة المشاريع وكذلك القاء الضوء على التطبيقات الناجحة في إدارة المشاريع بمنطقة الخليج، واستعراض التحديات التي تواجه مديري المشاريع والوقوف على أهم التطورات والتقنيات الحديثة في مجال إدارة المشاريع. أوضح رئيس شعبة إدارة المشاريع الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بأن المؤتمر يغطي خمس محاور رئيسة من خلال الحالات الدراسية والتوجهات الحديثة والتقنيات والبحوث والدراسات الميدانية، حيث يتناول المحور الأول، إدارة المشاريع في منطقة الخليج، ونمو إدارة المشاريع بالمنطقة وتطبيق منهج إدارة المشاريع في دول المنطقة المختلفة إلى جانب موضوعات خاصة بإدارة المشاريع بالمنطقة. أما المحور الثاني، إدارة المشاريع في القطاعات المختلفة فيتناول إدارة المشاريع الصناعية، وإدارة المشاريع الخدمية وإدارة مشاريع التشغيل والصيانة وإدارة مشاريع البنية التحتية. أما المحور الثالث فيتضمن المخاطر وقياسها في إدارة المشاريع وتقنيات إدارة المخاطر والعائد على الاستثمار (ROI) المعايرة (Benchmarking) والمحاسبة لضمان سلامة المشروع والابعاد الاقتصادية والقانونية لإدارة المخاطر. أما المحور الرابع فيتناول الموارد البشرية في إدارة المشاريع، ورفع كفاءة مديري المشاريع والتعريف بالأدوار الحيوية لمدراء المشاريع ودور مديري المشاريع في تنافسية المنشأة والتدريب والتأهيل والشهادات المعتمدة. والمحور الخامس يتناول مواضيع أخرى مثل التقنيات والبرامج الحاسوبية وإبراز إدارة المشاريع كمنهج إداري فاعل، والانضمام لمنظمة التجارة الدولية ودور إدارة المشاريع في رفع تنافسية القطاعات والدعاوي والمنازعات في المشاريع. من جهة أخرى، أكد الأمين العام للهيئة السعودية للمهندسين المهندس صالح بن عبدالرحمن العمرو عن فخره واعتزازه برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للمؤتمر ودعمه المتواصل واللامحدود للهيئة السعودية للمهندسين، وأعرب عن شكره للأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين مدينة الرياض للمؤتمر لافتتاحه المؤتمر ودعم حكومة خادم الحرمين الشريفين للهيئة بما يخدم الأهداف المنشودة للرقي بمستوى مهنة الهندسة والمهندس في المملكة. يذكر ان المؤتمر يأتي في الوقت الذي تختلف فيه الأدوات والآليات المستخدمة في إدارة المشاريع من مشروع إلى آخر، ومن صناعة إلى أخرى ومن دولة إلى أخرى حيث تمر منطقة الخليج حالياً بطور اندفاع متسارع لملء فراغ ملحوظ في مجال ممارسة إدارة المشاريع، ليأخذ طبيعة شعوب المنطقة وظروفها الاجتماعية والاقتصادية بالاعتبار. وتفرض مجمل العوامل المشار إليها على القطاعات الصناعية والخدمية المختلفة ممارسات وأساليب في إدارة المشاريع تحقق لها النجاح المتميز. هذا وأقيم على هامش المؤتمر معرض مصاحب وورش عمل تخصصية في مجال إدارة المشاريع وحلقات نقاش.