ظهور نجوم تنظيم القاعدة على الساحة الإعلامية أصبح أكثر من مستهلك وتافه، فمع كل أزمة تمر بها الأمة، يطل علينا وجه أسامة بن لادن أو الظواهري ليذكرونا بحجم مصيبتنا. والغريب أن وسائل الإعلام بجميع فئاتها تولي هذه المسرحيات الإعلامية المكررة مساحة من البث في الوقت الذي من المفترض فيه أن تهمش مثل هذه الأخبار التي لم تلحق بالأمة سوى الفتنة وتأليب المسلمين على بعضهم البعض. ليس علينا سوى أن نرصد فتن هذا التنظيم الخبيث في العراق واستهدافه للشعب العراقي صغاراً قبل الكبار، حتى يتضح لنا العقلية المنحرفة والايديولوجية السوداء التي تدير هذا التنظيم. وكلما أرادت القاعدة بعض التسلية والإثارة، ترسل رسائل مصورة من داخل جحورها وأنفاقها لتدعو الفلسطينيين إلى تحرير بلادهم، وتدعو المسلمين إلى مهاجمة المصالح الإسرائيلية والأمريكية.. وتدعو وتدعو.. الغريب أن هذه الجهة التي تتمتع بكل هذه القدرة والكفاءة في التخفي عن أعين أكبر استخبارات في العالم على مدار سنوات طويلة، وتملك معسكرات تدريب وتخريج المزيد من النجوم الإعلامية، وتستطيع متابعة أخبار العالم بكل هذه الدقة، وتملك أجهزة تسجيل ونشر عبر النت وإيصال برامجها الترفيهية إلى كل قنوات الإعلام في العالم، لا تملك القدرة على تحرير فلسطين؟ أو مواجهة المصالح الإسرائيلية والأمريكية بنفسها؟ أم أن خدماتها مقتصرة فقط على قتل الأبرياء من المسلمين وشحن الرأي العالمي ضدهم في مشارق الأرض ومغاربها؟ فتنة هذا التنظيم الجبان عظيمة، ولن تتراجع إلا عندما تهمشها وسائل الإعلام وتضعها في مكانها الصحيح وهو سلة المهملات. وإن كان الغرض هو البحث عن المادة الإعلامية المليئة بالإثارة والترفيه وغسيل العقول، فاعتقد أن لدينا الكثير منها، فلن يتوقف البث الإعلامي عند شريط بن لادن أو الظواهري أو غيره. ولكي نعرف عمق الأضرار الناجمة عن غسيل العقول، ليس علينا سوى قراءة بعض الردود والتعليقات التي تنشر على مواقع تسمي نفسها ب"جهادية" أو مواقع تتداول هذه الأخبار.