مساء الجمعة الفائت، عرضت قناة الجزيرة للأطفال، فيلماً كرتونياً توحي ملامحه المبدئية أنه محقق من قبل جهة عربية إسلامية، لم تكن هذه الملامح كامنة في اللغة الدينية التي يحتويها خطاب العمل فحسب، بل حتى في الرسوم فإن ملامح الشخصيات والعمران كانت توحي بحقبة حضارية تاريخية لقوم من العرب، ومع مسار الأحداث قليلاً، بدأت أتأكد بأن ما أراه هو عمل رسومي متحرك يحكي قصة حي بن يقظان، الرسالة التي كتبها أبو بكر محمد بن الطفيل رحمه الله، ويا لعجب ما استطاع من حقق هذا الفيلم إتقانه، من تبسيط خطاب الرسالة العميقة فكرياً، بخطاب يتناسب مع المرحلة العمرية للجمهور الذي يتوجه إليه الفيلم في المقام الأول. الفيلم من إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي المشترك عام 2004م، تمت عملية إنتاجه في بودابست العاصمة الهنغارية، موطن الرسامين الذي قاموا بتحريك الفيلم وتسيير عملية إنتاجه، لكن الكثير من العقول العربية كانت وراء العمل، الذي بذل فيه جهد كبير من أجل تحقيق فيلم يمكن توجيهه إلى الطفل دون أن يشعر بأنه مقدم على جهد عقلي مجرد، دون المتعة المجردة التي يقوم عليها مفهوم الكارتون في كثير من بلدان العالم، لكن السؤال الذي تدفعنا إليه مثل هذه الأعمال، لماذا تندر الأعمال الكرتونية في فضائنا العربي على الرغم من إدراكنا جميعاً تعلق أبنائنا وبناتنا بها؟، وفي حال وجود بعض هذه الأعمال، لماذا تظل دائماً أدنى من المقبول من حيث ناحية الرسم؟، على الرغم من أنها تحقق على الدوام مضموناً مفيداً في الغالب، يعتمد على قصص ذات معاني أخلاقية عظيمة تستقي أحداثها من قصص السابقين في الغالب. الجواب في نظري هو الاستمرار في إنتاج أفلام مثل "حي بن يقظان".