في فترة السبعينات الذهبية المكتنزة بالنشاطات الفنية والأسماء الجديدة، كان قد مضى ما يقارب الخمسة عشر عاما على بدء تشكيل فيروز للذائقة الموسيقية في داخل لبنان وخارجها. في هذه الفترة ظهر ملحن جديد لفيروز هو زياد الرحباني. وفيها وصل الوعي الفني وجرأة التقديم حداً أفرز التعاونات المذهلة بين طلال مداح وبدر بن عبدالمحسن، وفيها ظهر أقوى صوت نسائي كويتي " عالية حسين". والكثير الكثير من أهم الأحداث الفنية في كل زاوية من زوايا العالم العربي. في تلك الفترة وفي لبنان تحديدا ظهرت موهبة مرموقة جدا تعثرت بالحرب حتى تلاشت في اعتزال مجحف حرم الساحة صوتا طربيا متحكما من جنس تغريد البلابل هو صوت (سلوى القطريب) التي ما غابت إلا لكون المسارح تكرر نفسها على أمل أن تعيش رقيها ولو من باب الذاكرة ولا جديد في المسرح الغنائي من الممكن أن يحفز فيها العودة. لحن لصوتها الشجي الذي يحمل براءة الأرياف وأناقة الحضارة ملحنون كبار من أمثال زكي ناصيف وروميو لحود. ومنذ 1974وبتشجيع من والدها عازف العود المشهور "صليبا القطريب" ارتبط اسمها بعدة مسرحيات مشهورة أولها "سنقف سنقف" شاركها فيها البطولة طوني حنّا ومسرحية " بنت الجبل" ومسرحية " الأميرة زمرد" التي شاكرها البطولة فيها ملحم بركات ومسرحية "ياسمين". نقلت الصحف مؤخرا خبرا "نصف سعيد" يقول :(الحقيقة أن لا سلوى القطريب ولا روميو لحود في صدد الاعتزال، لكن ظروف الإنتاج المسرحي والغنائي الحالي في لبنان تدفع بهما وببعض فنانين آخرين عاشوا العصر الذهبي للمهرجانات والمسرحيات في لبنان إلى توخي الحذر في الإقدام على أي مشروع فني كبير كالمشاريع السابقة التي قدموها "وهذا نوعا ما يعطينا فرصة الأمل بتحسن ظروف الإنتاج. هذا الخبر اقترن بخبر آخر عن الفنانة الشابة يارا والتي اختارت أغنية من أروع ما غنت سلوى القطريب لتعيد تسجيلها. الأمر الذي سيمثل مغامرة حقيقية ليارا فهذه الأغنية تحديدا قامت سلوى بآدائها بطريقة لا تنسى وقد تضع يارا في موقع مقارنة ليس في صالحها رغم يقيني بأنها ستفيد سلوى بعدة طرق الأولى أنها ستحييها من عزلتها وستقدمها للجيل الجديد الذي حتما سيبحث وراء تاريخ الأغنية فيكتشف كم الجمال في العناصر التاريخية التي صنعتها ومن ناحية أخرى قد يحفزها هذا لعودة غنائية على الأقل!. بالإضافة إلى كونها خطوة جميلة قد تدفع مزيدا من جيل الشباب الفنانين لتتبع هذا الخط الطربي وتقليده.أما بالنسبة ليارا فبعث الأغنية يبدو متعمدا لاختيار مستوى مميز لها وذلك يتضح حين نعرف أنها تخطط أن تأتي أغنية سلوى بصحبة أغنية أخرى لحنها لها زياد الرحباني!. (قالولي العيد بعيوني عدرب بعيد دلوني غمضت عيوني تشوف العيد لا شفت العيد ولا درب بعيد وبعتم الليل رميوني!) ذكاء ورهافة في الاختيار تلك التي جعلت يارا تنتقي هذه الأغنية الجميلة حد الدهشة، تصنعها الكلمات البسيطة محكمة الأسر واللحن الذين وللدهشة المضاعفة كانوا من صنع مبدع واحد هو روميو لحود!، إبداع ذاب في موجة صوت سلوى الرخيم والناهض. نأمل أن تجيد يارا أداء الأغنية بحيث تتجلى الحداثة في تناول الكلمات المتشابهة والجمل المتشابهة التي تؤدي لمتعة اكتشاف حالاتها المختلفة كما فعلتها سلوى فأدهشت جمهورها بتلقائية وسلالة: (غمضت عيوني تشوف العيد، غمضت عيوني تشوف بعيد، بعيوني شفتك ياعيوني!!). يذكر أن آخر عمل قدمته سلوى القطريب كان في مهرجان جبيل في عام 1998وفي عام 2001قدمت للجيش اللبناني أغنيتين بمناسبة عيد الجيش