مدخل: أن تمرَّ سريعاً على التفاصيل فلا تراها، لا يعني ذلك بأنها غير موجودة. كانت تتحدث كثيراً وكنت أحدق في أصابعي.. مددت يديَّ لها وسألت: (هل ترين أيَّ عيب فيهما؟).. نظرت إليَّ بتعجب وضيق ولكنها سايرتني كعادتها.. (لا، تبدو جميلة). ثم استرسلت في حديثها كأن لم أزعجها بما ذكرت. (أعصابي متعبة جداً ولا أعرف كيف أتصرف، أشعر بأني ما عدت أملك أي قوة تُينُني على المواصلة، أخبريني كيف تفعلينها؟؟) وسكتت. كانت تتحدث معي وكنت أحدق في أصابعي.. مددت يديِّ لها مرة أخرى. (ما رأيك بأظافري؟) ردت بتأفف وضيق (أخبرتك بأنها تبدو جميلة). (حدِّقي فيها جيداً.. انظري هل ترين أيَّ سوء فيها؟؟). (جميلة. قالت لك بأنها جميلة. والآن أجيبيني..) أجبتها وأنا أتأمل أظافري.. (كي لا تخرج الأمور عن السيطرة، أنت بحاجة لأن تركزي على إصبع واحد فقط في كل يد) نظرت لها وكررت (إصبع واحد فقط.. ولن ينتبه أحد). ضاقت بشدة ولكنها لم تقل شيئاً في انتظار أن تنطق شفتاي بالسر. نظرت إليها وعيناي تلتمعان حبوراً ونشوة. (توقفي فقط عن وضع طلاء الأظافر ولن ينتبه أحد، صدقيني لا أحد). وابتسمت بسعادة.. أما هي.. نظرت إليَّ وملء عينيها ماءً يتلألأ.. وغابت.