نشرت الدراسة في المجلة الطبية السعودية بعنوان "معرفة واتجاهات ومدى إقبال طلاب وطالبات الثانوية بمدينة الرياض على مهنة التمريض" وقام بها الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر رئيس قسم الإدارة بكلية إدارة الأعمال بجامعة الملك سعود، وكانت أهداف الدراسة كما يأتي: تحديد مستوى معرفة طلاب وطالبات المرحلة الثانوية بمدينة الرياض بمهنة التمريض، والتعرف إلى اتجاهاتهم نحو هذه المهنة، وكذلك التعرف إلى مدى رغبتهم بالالتحاق بمهنة التمريض. كما أن الدراسة هدفت إلى التعرف إلى الأسباب التي تمنع بعض طلاب وطالبات هذه المرحلة من الدخول في مهنة التمريض، وكذلك تحديد العوامل المؤثرة في اختيارات الطلبة لمهنة التمريض. وقام البروفسور العمر باختيار عينات عشوائية من ست ثانويات في مدينة الرياض ثلاث منها للذكور وثلاث للإناث. وقد تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي في هذه الدراسة وقام الباحث باستخدام كل من التحليل الاحصائي الوصفي والاستدلالي لتحقيق أهداف الدراسة. وأظهرت الدراسة أن هناك مستوى مقبولاً من المعرفة بمهنة التمريض لدى هذه الشريحة من الطلبة، ولكن هناك نسب متدنية في رغبات الطلاب والطالبات بالالتحاق بهذه المهنة حيث لم يرغب في الالتحاق بمهنة التمريض سوى 5.2% من أفراد العينة. وأظهرت النتائج أنه كلما كان هناك معرفة واتجاهات إيجابية أكثر لدى أفراد العينة عن مهنة التمريض كان هناك قبول ورغبة أكبر في هذه المهنة. كما أوضحت الدراسة أن الأفراد الذين لديهم أصدقاء يعملون في مهنة التمريض يكون لديهم رغبة أكبر من غيرهم في أن يصبحوا ممرضين وممرضات مما يعني أنه قد توافرت لديهم الفرصة للإلمام بمعلومات عن هذه المهنة والتعرف إليها. لذلك نصح الباحث متخذي القرار في القطاع الصحي بالحرص على تعليم طلاب وطالبات الثانوية وتثقيفهم عن طبيعة مهنة التمريض الحديث وأهميتها وخصائصها المميزة وتزايد الاحترام لها كوظيفة تتطلب مهارات عالية. ودعت الدراسة إلى تعزيز مفهوم التمريض لدى الطلاب والطالبات وإيصال رسالة توعوية لهم عن الأمن والاستقرار الوظيفي الذي تحققه هذه المهنة التي تتنوع في تخصصاتها وفرصها، خصوصاً أن الدراسة أظهرت أن 92% من المستجيبين يحبون رؤية المرضى وهم يتماثلون للشفاء، وأن 77% منهم يحبون مساعدة الناس ويستمتعون برعايتهم. ويرى الباحث أن تطبيق الضمان الصحي التعاوني سيساعد على زيادة عدد المرافق الصحية الخاصة التي ستحتاج بدورها إلى قوى عاملة على مستوى عال من التعليم الطبي والتمريضي. ولاستقطاب الطلاب والطالبات من غير المهتمين بالتمريض فإنه يجب توعيتهم بأن التمريض أقرب المهن إلى الطب والوصول إلى وظائف قيادية في التمريض يتطلب مهارات إدارية ومهارات في الحاسب الآلي، وبإمكانهم أيضا تقديم محاضرات عن التمريض في الجامعات والمستشفيات والقيام بدور التثقيف الصحي للمجتمع والمرضى. وكانت الدراسة قد أظهرت أن هناك ضعفا في مستوى الوعي بالعائد المادي لمهنة التمريض، وأوصت بالاهتمام بمراجعة وزيادة رواتب وبدلات مهنة التمريض من قبل متخذي القرار لتتناسب مع ساعات العمل الطويلة وضغط العمل حتى يمكن جذب الطلبة نحو هذه المهنة وتحفيزهم لدخولها. وكان المتسجيبون للاستبيان قد أظهروا أن هناك نقصا في معرفة أن التعليم التمريضي سيوفر لهم الوظائف في أي مكان نظرا للنقص الذي يشهده قطاع التمريض على مستوى العالم. وأظهرت الدراسة أن هناك حاجة لتثقيف الآباء والمجتمع عن طبيعة مهنة التمريض والمستقبل الموعود لمهنة التمريض الحديث والطلب المتزايد عليها، وتوفيرها للأمان الوظيفي والفرص المتعددة والتوجهات المختلفة. وأوصت الدكتور العمر بإجراء المزيد من الدراسات في هذا الموضوع.