انتشرت المنشآت السكنية الحديثة بقرى الطائف وأصبحت رؤية الأبنية والعمائر بالمرتفعات أمراً معتاداً بعد أن تحولت القرى الزراعية إلى أماكن جذب للأهالي نظراً لوصول الخدمات الأساسية إليها ومنها الطرق المسفلتة التي ساهمت بدورها في تنمية القرى وتطويرها وتغطية التيار الكهربائي كافة القرى وبنسبة فاقت 90في المائة من قرى الطائف ووصول خدمات الاتصالات عبر أبراج الهاتف الجوال وشبكات الهاتف الثابت وشبكات الإسقاط الهوائي، وعملت الجهات المختصة على إيجاد التوازن بين البيئة الطبيعية للقرى وإنمائها من جهة وتلبية رغبات الأهالي بدعم الخدمات والسماح بالبناء في حدود عدم الإخلال بالبيئة، وتحيط بالطائف العديد من القرى التي تتأثر أغلبها بالتباين التضاريسي للمنطقة مما جعل استغلال السفوح الجبلية والمنحدرات في النشاطات الزراعية مع استغلال جزء من الأراضي لبناء المساكن أمراً يلازم التجمعات السكانية بالمرتفعات. وتعد قرى مركزي الشفا والهدا والمناطق الواقعة بينهما بالإضافة إلى قرى المراكز الجنوبية مواقع ذات جاذبية عالية للأهالي حيث يقطن سكانها بها دون تسجيل نزوح يذكر الى المدينة منذ سنوات في ظل وجود عوامل مساعدة لمكوثهم بالقرى ومنها وجود طرق مسفلتة تصلهم بطرق الطائف العامة وارتباط الكثير من الأهالي بمهنة الزراعة حيث يسكنون بجوار مزارعهم علاوة على وجود الكثير من الخدمات والمرافق الحكومية بالقرى مثل المدارس والمجمعات التعليمية وحتى المعاهد والكليات والمراكز الصحية مع سهولة الوصول إلى المدينة وقت الحاجة ولعل إطلاق التيار الكهربائي بقرى جنوبالطائف بدعم واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقيامه بتدشين هذا المشروع الضخم ساعد على تطوير القرى وتنميتها بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية. وتعد بلدية الطائف الجهة رئيسية في تنمية القرى ولازال لها الدور الأهم في تسهيل وصول الخدمات إليها ومنها السفلتة والإنارة والأرصفة والنظافة والإصحاح البيئي وتنظيم وتخطيط هذه المواقع ومعالجة العشوائيات حيث وضعت بلدية الطائف خطة لتطوير وتنمية قرى المحافظة من خلال إعداد دراسة تفصيلية ل 15قرية ضمن توجهات وزارة الشؤون البلدية والقروية للحد من ظاهرة النمو العشوائي ومعالجة عوائق التنمية مع تطوير البيئة العمرانية تمشياً مع خطط التنمية العمرانية الشاملة ومن الاهداف الرئيسية لهذه الدراسات الحد من الهجرة المستمرة الى مدينة الطائف والحفاظ على البيئة الزراعية والطبيعية الخاصة لهذه القرى بما يجعلها جاذبة للسكان والسائحين، وتتم عملية تنمية القرى من خلال اتجاهين ويتمثل الاتجاه الأول في إعداد الدراسات التخطيطية للقرى المستهدفة والاتجاه الثاني يتمثل في ربط القرى بمدينة الطائف بشبكة من الطرق المسفلتة، والقرى المعنية بالدراسة هي قاي، غزايل، شقصان، السديرة، كلاخ، السحن، الدار الحمراء، بقران، ميسان، الصور، حداد، القريع، ثقيف، السيل الكبير، السيل الصغير.. كما قامت البلدية بإعداد مخططات توطين البادية ( 4مراحل) وتهدف الدراسات الخاصة بهذه المخططات الى تقويم الاوضاع الراهنة واقتراح الاساليب التخطيطية الملائمة للتعامل معها والارتقاء مناطق التوطين من خلال توفير الخدمات اللازمة وشبكات البنية الاساسية بما يؤهلها لاستيعاب الفائض السكاني من المناطق القريبة.. وتساهم هذه الدراسات في توجيه التنمية بهذه المواقع وتعمل على دعم القرى بالخدمات التي تكفل تنميتها وتطويرها علاوة على توفير الامكانات التي تهيئ مناخاً مناسباً للحفاظ على بيئات القرى بالشكل الذي يحافظ على خصوصيتها الريفية وتنمية مواردها بما ينعكس بالايجاب على السكان. وجاء تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين لتنمية وتطوير منطقتي الشفا والهدا والمنطقة الواقعة بينهما ليضع نظاماً خاصاً بالنمو العمراني المنظم واعداد الاطار التخطيطي الشامل للتنمية السياحية والخدمات الترفيهية والترويحية بالمنطقة من خلال توفير خدمات متطورة للسكان والسياح والاهتمام بالمحافظة على البيئة الطبيعية للمنطقة ووضع ضوابط بيئية واخرى خاصة بالبناء وضمان مشاركة القطاع الخاص في أعمال التنمية وايجاد فرص عمل وتحريك الانشطة القطاعية وهي عوامل تسهل على الاهالي وتساعدهم على عدم النزوح الى اماكن اخرى.. وفي ظل النمو السياحي المطرود بالمحافظة عموماً لما تمتاز به من ظواهر مناخية معتدلة على مدار العام وخدمات ومرافق سياحية متنوعة اصبحت قرى الطائف وجهات سياحية ذات بيئات مميزة مما جعل الهيئة العليا للسياحة تعزز الوجهات السياحية الجديدة وتشجع القطاع الخاص على المشاركة بتنميتها.