رعى صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية مساء أمس حفل افتتاح ندوة "إدارة الكوارث وسلامة المباني في الدول العربية" بمقر الوزارة في شارع المعذر، الذي تنظمه وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتعاون مع مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب التابع لجامعة الدول العربية. وألقى الأمير متعب بن عبد العزيز كلمة في الحفل جاء فيها": بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أصحاب السمو والمعالي والسعادة الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد أما بعد : فنحييكم جميعاً في بلدكم الثاني، المملكة العربية السعودية أرض الحرمين الشريفين، ونرحب أجمل ترحيب بهذه الكوكبة من العلماء والخبراء والباحثين من كل الأقطار العربية الذين يجتمعون اليوم في هذا الملتقى العالمي المهم والمتميز "ندوة إدارة الكوارث وسلامة المباني في الدول العربية" التي تعتبر في الحقيقة من أكبر الندوات العالمية، يناقشون فيها أسباب الكوارث الطبيعية ووسائل الحد من آثارها السلبية على البلاد والعباد. لقد مني العالم في السنوات الأخيرة بعدة كوارث تناقلتها أجهزة الإعلام، حيث شاهدنا الآثار المدمرة لزلزال جنوب شرق آسيا الذي تسبب في نشوء "تسونامي" والموجات البحرية العاتية التي ضربت أقطار عدة مثل إندونيسيا وماليزيا وصل تأثيرها إلى شبة القارة الهندية والى سواحل إفريقيا الشرقية، كما رأينا إعصار كاترينا بالولايات المتحدة الذي دمر وأغرق وشاهدنا حرائق كاليفورنيا في الصيف الماضي وعشنا إعصار جونا مع شقيقتنا سلطنة عُمان. ولهذا فإن اختيار موضوع الندوة من قبل مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب كان اختيارا موفقا فمن خلال هذا اللقاء توضع الأهداف الإستراتيجية لكافة الدول لتوفير سبل الوقاية والحد من الآثار المؤسفة للكوارث عند حدوثها لا سمح الله. لقد وجهنا العاملين بالوزارة منذ أكثر من سنتين لبذل قصارى جهدهم من أجل إنجاح هذه الندوة التي يرعاها مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب وتسهيل مهمة العلماء والمختصين مع الباحثين والدارسين من أجل عرض تجاربهم وتبادل خبراتهم والوصول إلى توصيات محدودة لخدمة الموضوعات التي تطرح فيها. وتتشرف المملكة اليوم باستضافة هذه الندوة الحافلة التي تحظى بحضور أكثر من سبعمائة عالم ومفكر وباحث يناقشون ويتدارسون سوياً أكثر من "مائة وسبعين" ورقة علمية إضافة إلى أربع محاضرات رئيسية وحلقات نقاش. نأمل أن تكون لهذه الندوة نتائج إيجابية قريبة وبعيدة المدى لمواجهة آثار الكوارث وخدمة طلاب العلم والباحثين والعاملين في هذا المجال. أرجو الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم وأسأله جل وعلا أن يجعل حواركم ونقاشكم مثمرا وبناء وأن تتوصلوا إلى توصيات يستفيد منها دول العالم والإنسانية أجمع، وآخر دعوانا أن الحمد له رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله. بعدها ألقى كلمة وزارة الشؤون البلدية والقروية معالي الدكتور مهندس حبيب بن مصطفى زين العابدين وكيل الوزارة رئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية ورئيس اللجنة التحضيرية والتنظيمية للندوة، قال فيها " تكتسب هذه الندوة بل هذا المؤتمر الذي حظي بأكثر من مائة وسبعين بحثاً محكماً أهمية قصوى، ونأمل أن يثري الحوار والنقاش موضوع إدارة الكوارث ونصل فيها إلى الإبداع في تخفيف معاناة البشر مما قد يصيبهم جراء الكوارث عند حدوثها لا سمح الله". وأوضح أن المتابع لما حدث في تسونامي وكاترينا وغيرهما يلحظ أنه حتى الدول الكبرى والمتقدمة تحار وتضطرب في مواجهة الكوارث وآثارها، مما ينبئ بأن هناك مجالا كبيرا للعمل والبحث والإبداع في إدارة الكوارث والتخفيف من آثارها والتقليل من مصائبها وهذا ما نرجوه من هذه الندوة. وأكد أن القرآن العظيم يضم بين دفتيه من الآيات ما يجب أن يؤخذ بالاعتبار عند تخطيطنا لمواجهة ما ينتظر كوكب الأرض والبشرية من فواجع قد تجعل الحليم حيراناً، كما أن هناك آيات مبشرات للقرى التي تعود وتؤمن وتصدق من مثل قوله تعالى : "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" سورة الأعراف، ومن مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه مسلم "لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا". فعلينا بالعودة إلى الله وإلى دينه وشرعه وسنة نبيه محمد صلى الله وعليه وسلم وأن نستبشر بالتغيرات القادمة لتكون في صالح المسلمين والبشرية جمعاء. ولذلك أدعو المسئولين والباحثين والعاملين على كل الأصعدة والمستويات أن يأخذوا هذا العامل الأهم والأساسي عند تخطيط المواجهة الكوارث وحسن إدارتها. ثم ألقى كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الدكتور جمال الدين جاب الله المستشار بالجامعة، قال فيها: إن مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب أرسى أسس ومبادئ واضحة المعالم لمنهاج عمله وطريقة أدائه ومن بينها إعطاء أولوية للبحث العلمي من خلال عقد ندوة علمية كل سنة تتناول قضايا الإسكان والتعمير العربية فاسحاً المجال للعلماء والمفكرين والباحثين للتعامل مع قضايا الإسكان والتعمير من منظور علمي وأكاديمي يأخذ بعين الاعتبار واقع وآفاق السياسات الإسكانية وقضايا التعمير في الوطن العربي. وفي هذا الإطار يأتي انعقاد ندوة إدارة الكوارث وسلامة المباني في الدول العربية بالمملكة العربية السعودية. وأضاف: إن إدارة الأزمات والكوارث أصبحت من القضايا الملحة في الآونة الأخيرة نظراً للتزايد الملحوظ في عدد الكوارث الطبيعية مثل: الزلازل والبراكين والفيضانات والأعاصير والأمراض الوبائية، والكوارث غير الطبيعية كالحروب والتسريبات النفطية والكوارث الصناعية وتسبب هذه الكوارث خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وينتج عنها مشكلات اقتصادية واجتماعية. وتبعت ذلك كلمة الوفود المشاركة وألقاها د. عمرو عزت سلامة رئيس مجلس إدارة مركز بحوث الإسكان والبناء وزير التعليم العالي المصري الأسبق، حيث قال إننا في حاجة ماسة وضرورية إلى إجراء البحوث والدراسات على مستوى الوطن العربي لتدعيم الكودات وذلك من خلال وضع تصنيف لنوعية طبقات التربة أسفل الأساسات ورسم الخرائط الجيوتكنيكية لمناطق التعمير في الوطن العربي. وذكر أن العالم العربي يتجه حاليا إلى استخدام الغاز الطبيعي كبديل عن وقود البوتوجاز المعروف الذي تعايش معه المواطن العربي لسنوات طويلة، ومن ثم فإنه أصبح من الضروري وضع ضوابط تؤدي إلى الحد من تأثير التسربات الناجمة عن هذه الخطوط وقت حدوث الأزمات. وأضاف: إن الوطن العربي في حاجة ماسة إلى وضع سيناريوهات وخطط طارئة لتوفير المأوى للنازحين في أماكن الكوارث ووضع برامج مدروسة لوصول الإمدادات الغذائية والرعاية الصحية أثناء هذه الكوارث للمنكوبين، كما أن الأمر لا يقتصر على ذلك بل يمتد لإزالة الآثار الصحية والنفسية الواقعة على المتضررين وكل هذا يحتاج إلى تعاون صادق ووضع خطط عربية مشتركة. عقب ذلك تم توزيع الدروع والشهادات التقديرية للجهات الراعية للندوة، وهي: الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، شركة أحمد الحرفي، وزارة الحج، أمانة مدينة الرياض، صحيفة الجزيرة "الراعي الإعلامي"، أمانة المدينةالمنورة، شركة عبر المملكة "سبك"، مجموعة بن لادن السعودية، دار الهندسة، شركة أحمد الحربي، وشركة المؤتمر للمعارض. بعد ذلك افتتح صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز بحضور صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز نائب وزير الشؤون البلدية والقروية، المعرض المصاحب للندوة والمقام داخل مقر الوزارة في شارع المعذر، وتجول سموه ومرافقوه داخل المعرض.