حذَّر باحثون من أن برامج رعاية ما قبل الولادة ترسم للنساء صورة وردية خيالية خادعة وغير واقعية عن الولادة. ويزعم الباحثون أن الهوة بين توقعات النساء لما سيحدث أثناء المخاض وواقع ما يحدث لهن بالفعل قد أصبحت جد سحيقة وأن الفرق صار شاسعاً بصورة تستلزم تهيئة النساء وتوطينهن على توقع الأسوأ. وأردف أفراد فريق البحث مؤكدين ومشددين على أنه ينبغي تحذير النساء الحوامل بأن الولادة قد تكون مؤلمة تصاحبها أوجاع ممضة وأنهن قد يكن في حاجة ماسة لتعاطي العقاقير الطبية حتى يتسنى لهن التعايش مع الألم والتأقلم مع الوضع. يشار إلى أن فريق البحث من جامعة نيوكاسل قد عكفوا على تحليل الدراسات التي أجريت حالياً حول تجارب النساء ومعاناتهن أثناء المخاض كما وقفوا على معطيات تلك الدراسات وخرجوا بنتائج نشرتها مجلة بي. إم. سي ميديسين الطبية. وتوصل الباحثون إلى وجود فجوة بين المتوقع والواقع في هذا الخصوص في أربعة مجالات تتمثل تحديداً في مستوى الألم ونوعه، وإمكانية الحصول على مسكن للألم، والتحكم في عملية صنع القرار واتخاذه، ومستوى الرقابة والتحكم أثناء الولادة. واتضح أن العديد من النساء أسأن تقدير حدة الألم المصاحب للمخاض وشدة تأثيره كما أنهن يضعن في مخيلتهن ويحملن في أذهانهن "صورة مثالية خيالية" عن ولادة بدون عقاقير طبية ليضعن ما يحملن في أرحامهن كما يتمنين. ومن بين من زعمن قبل الولادة أنهن لسن في حاجة وليس لديهن الرغبة لتناول مسكنات الألم، لجأ نصفهن إلى تعاطي تلك المسكنات أثناء الولادة أو بعدها. فقد تحدثت في هذا الخصوص جوان لالي التي ترأست فريق البحث فقالت: "إن العاملين في مجال الرعاية الطبية لفترة ما قبل الولادة ينبغي لهم الإصغاء لتوقعات النساء عن المخاض مع الحرص في نفس الوقت على تهيئتهن على ما يحدث بالفعل". وأردفت تقول: "إن التحليل الذي أجريناه ألقى الضوء على أهمية التوعية والتثقيف الصحي في فترة الحمل ومرحلة ما قبل الولادة حتى تتمكن النساء من تكوين فكرة واقعية فيتخذن قرارات واعية مبنية على معلومات وافية - ففي حالة تثقيف النساء وتوعيتهن بصورة أفضل سيكون بمقدورهن التعبير عن أفضلياتهن على النحو الأمثل والإعراب عن تمنياتهن على الوجه الأكمل ولكن سيكن أيضاً على وعي وإدراك بأن الأمور قد لا تسير على الدوام على ما يرام. وبالتالي يمكن تهيئتهن وإعدادهن لمآلات مختلفة بحيث يتسنى لهن اتخاذ قرارات تتسم بمزيد من الواقعية واجتياز المرحلة بصورة مريحة". أما لويس سلفرتون نائب الأمين العام للكلية الملكية للقابلات، فقد أدلت بدلوها بقولها: "تدل جميع القرائن والبراهين على أنه بقدر ما تكون المرأة على وعي وإلمام بالمعلومات الوافية عن المخاض، يقل لديها الشعور بالألم ولا سيما إذا كانت في بيئة حميمية مألوفة لديها ومع وجوه معروفة لديها". ويقول علماء إن بمقدورهم توقع ما إذا كانت المرأة الحبلى ستجهض جنينها أم لا. ويعتقد أكاديميون من جامعة ليكستر أنهم اكتشفوا وجود جزئي يحدث طبيعياً في الجسم ومن شأنه تحديد ما إذا كانت المرأة ستعاني من إجهاض أم لا. واكتشف الأكاديميون أن من ترتفع لديهن مستويات "الأناندامايد"، تسقط كل منهن جنينها.