لم يقعده المرض الخبيث من الاقبال على الحياة وصراعه مع المرض اثبت انه لايأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس تبرع بجميع اعضائه ونذر نفسه تحت تصرف اخوانه المصابين بمرض السرطان عن طريق الاتصال على الهاتف الذي تنوي جمعية السرطان بالمنطقة الشرقية انشاءه بقسم الدعم المعنوي. شاب سعودي مقبل على الحياة متفان بتربية اخوته الايتام ، فقلة هم الشباب الذين يحاولون نسيان هذا المرض الخبيث ويبدؤون بإقبال على الحياة. في لقا ل "الرياض" تحدث محمد الرويلي عن معاناته مع المرض منذ اكتشافه في 2007/2/12م وكأنه مرض عادي وتعامل مع من حوله من عائلته البنات وحتى والدته بأنه بخير فأصبح هو الحلقة الاقوى في العائلة ولما لا فهو المسئول عنهم واذا لاحظوا عليه أي انهيار لمعنوياته سوف يؤثر عليهم سلباً فكان يبدو دائماً متماسكاً رغم الاثار الجانبية التي بدأت عليه من اثار الجرعات الكيماوية لاسيما وهو الابن الوحيد في العائلة. ولايخفي محمد دائماً ماسالت دموعه ولكن كانت حبيسة غرفته وبعيداً عن اعين اخوته حتى لايتأثروا . بدأ بفرض شخصيته البسيطة حتى في عمله فلكل ساعده ووقف بجانبه وهذا هو الدور الاساسي للمجتمع . كما يوضح محمد الرويلي بقوله لابد ان يتعامل المجتمع مع مريض السرطان بأنه مرض له علاج وعلاجه يكمن في القدرة النفسية لدى المريض لتجاوز هذا المرض العضال. وأصبح قدوة لكثير من الشباب والاطفال الاصحاء بالعمل والمثابرة والوقوف في وجه هذا الزائر الثقيل فلا يرضى ان يرى نظرة الشفقة في عيون الاخرين. في المستشفى دائما ماكانت غرفته تتحول الى مجلس للمرضى للجلوس معه والاستمتاع بنصائحه من اجل الوقوف في وجه المرض وكانت عبارته لهم "نحن اقوى من المرض بإذن الله تعالى". ويضيف محمد بأنه كون علاقات قوية مع المرضى ومع المعالجين له حتى اصبح عضواً نافعاً ومازال كذلك في جمعية السرطان بالمنطقة الشرقية فقد تبرع الرويلي بجميع اعضائه سواء في حياته او مماته ويملك شهادة على ذلك. ومازال من انجح موظفي البنك الذي يعمل به في قسم العلاقات العامة ويقابل العملاء بنفس مفتوحة والكل غير مصدق بأنه مصاب بمرض السرطان وكان محمد يقول ان هذه مشكلتنا نحن "مجتمع عاطفي" والعاطفة جميلة ولكن ليس في كل شيء واحياناً لا يجب ان تظهرها وخاصة للمرضى المصابين بمرض عضال. وفي كلماته الاخيرة يقول الرويلي انه مهما كانت حالة المريض فإنني على ثقة انه سوف ينظم الي من اجل الشفاء في اجسادهم وقد ان الاوان لنتخلى عن الماضي الرهيب الذي جعل من انفسنا مبعثاً للتعب والانزواء والانهيار. واضاف اتمنى ان نقضي الاعياد مع عائلتنا وأصدقائنا دائماً ، دعونا نأمل ان لايقتل احد نتيجة الضعف ويجب ان نتحد مع بعضنا البعض لنهزم ذلك المرض اللعين ونحول انفسنا الى صالحين في المجتمع. وحث اخوانه الشباب على عدم الانجراف والتنكر للدين والوطن وقدم شكره في ختام اللقاء لجريدة "الرياض" صحيفتنا الرائدة التي وقفت معنا دائماً وابداً.