يقضي مبدعو الفنون البصرية بمختلف أطيافها معظم عمرهم في البحث والتنقيب عن أفكار جديدة.. ورؤى تحقق لهم الحضور الفني المبهر واللغة الفنية الخاصة والمتفردة. وبرغم ما وصل إليه مبدعو هذه الفنون البصرية من جهد جبار في الطرح والتجريب والبحث وما بذلوه للوصول بفنونهم إلى مستوى كبير في المساهمة في التعريف بأفكارهم؛ إلاّ أنهم.. لا يعيرون اهتماماً لإدارة مشاريعهم الفنية، وأعني إدارة أطروحاتهم الفكرية والفنية والأدبية، والتنسيق لمعارضهم، وجلساتهم التدريبية والتعليمية والتثقيفية. كل ذلك يتطلب منسقاً ومشرفاً ومديراً ناجحاً يساهم في التعريف لهذا الفنان ك (همزة وصل) بينه وبين الجهات الأخرى كالصالات الفنية والمؤسسات الفكرية ودور النشر والمهرجانات ينسق لها ويرتب، وينظم ويرصد ويوثق أعمال الفنان. .. (مدير الأعمال) قد ينظر إليه البعض بهامشية، أو يرى بأنه أمر مبالغ فيه، إلاّ أنني أرى فيه أمرا ضروريا لأن أغلب المبدعين لا يستطيعون إدارة أعمالهم الفنية، إما لحرجهم، أو لعدم فهمهم لأسلوب تسويق أفكارهم وأعمالهم الأمر الذي سيغير حالهم عند استعانتهم بمدير أعمال ناجح ليضمن لهم استقراراً مادياً ومعنوياً- بإذن الله - وهنا أتوجه باقتراح لهؤلاء المبدعين أن يكوّنوا.. مديرين لأعمالهم الفنية، من أحد تلامذتهم الذين سيحرصون على تقديم أعمالهم الفنية بكل أمانة وسيضمن لهم رعاية ووصولاً لأكبر شريحة، كما أن هؤلاء التلاميذ سيحققون الفائدة من خلال الأخذ من أفكاركم ورؤاكم.. بها تتحقق روح المشاركة والتفاعل نحو تقديم العمل الفني بصورة أفضل وأجمل. أخيراً..ربما في المستقبل سيصبح مديرو أعمالكم.. مديري أموالكم.. من يدري ..!