قدر متعاملون في سوق العطور السعودية انفاق السعوديين على شراء العود والعطور خلال العام الماضي بخمسة مليارات ريال، وتعيش تجارة العطور هذه الايام زخما كبيرا خاصة بعد الارتفاعات الاخيرة التي شهدتها اسعار العود؛ إثر انقراض عدد من انواعه مثل الكمبودي والهندي، وتقول (أم لؤي) متسوقة: " ارتفاع أسعار العطور شيء طبيعي في ظل ارتفاع اسعار كل البضائع، ورغم ذلك لن أستغني عنها لأنني من المحبات لها"، أما (ريم) فتضع العطور ضمن ضروريات الحياة بالنسبة إليها، وهو نفس ما اكده (فهد البقمي) الذي اشار الى انه لا يستطيع الاستغناء عن الروائح الغربية بأي حال من الاحوال لأهميتها وجودة كثير منها، لافتا الى ان المحال الكبيرة قاومت ارتفاع الاسعار على المستهلك بكثير من العروض الجيدة مثل شراء عطر غربي قديم والحصول على الآخر مجانا أو دفع 30 في المئة من المبلغ زيادة للاستفادة من عبوتين، واضاف: "العطور العربية لا يمكن ان تنافس الغربية وشخصيا أفضل شراءها لكبار السن أو استخدامها في المناسبات الرسمية". من جانبه ارجع (أبو فهد) وهو صاحب محل عطور، ارتفاع اسعار العطور الى كونها جميعا مستوردة من أوروبا؛ وبالتالي فهي مرتبطة ارتباطا قويا بعملة (اليورو) التي تأثرت سلبا بأزمة المال العالمية الاخيرة، مشيرا الى انه دائما ما ينصح المستهلكين من الرجال والنساء باستخدام البدائل العربية مثل دهن العود والخلطات؛ لأن أسعارها مناسبة ولم ترتفع. الى ذلك يرى رجل الأعمال سلطان فهد آل فرحان أن العطور برغم ارتفاع أسعارها إلا أنها تعتبر من افضل البضائع التي يمكن ان تمشي في السوق مهما توالت الازمات، بل تُعد تجارتها من اربح انواع التجارة خاصة المستوردة منها، مشيرا الى انه يتغلب على غلاء اسعارها من خلال تحكمه في نسبة تركيزها ليقوم ببيعها لاحقا بالسعر المناسب للمستهلك، واضاف: "لو نظرنا مثلا لدهن الشيخ البحريني الذي يبلغ سعره تقريبا 950 ريالا، فمن النادر ان تجد شخصا يشتريه منك بهذا السعر"، واكد آل فرحان وجود غش في بعض انواع العطور من قبل الموردين، لافتا الى ان المستهلك لا يفهم ذلك ودائما ما يعتقد ان التجار هم من تسببوا في غشه لدرجة وصلت للاستهزاء بهم كتجار من خلال (طاش ما طاش)، واضاف: "العود الصناعي رغم رخص سعره الا انه يكشل خطرا كبيرا على الانسان"، مشيرا الى ان الذين يروجون لبعض العطور المعتقة التي تستمر لمدة عشر سنوات حسب ادعائهم يضحكون فقط على الذقون.