للتخلص من زحام المرور لجأ المهندس المعماري ريتشارد أسيس روزا إلى فكرة ثورية، لم تقتصر على التخلص من سيارته فحسب، بل استبدالها بقارب صغير في رحلتي الذهاب والعودة من وإلى عمله. وبعد الركوب في القارب، يرتدي روزا، 29عاماً، سترة واقية من الماء فوق ملابسه، ويبدأ في التجديف لمسافة ميلين قبل الوصول إلى مكتبه، وبعد ذلك يربط قاربه في موقف الدراجات خارج المكتب. وتستغرق الرحلة حوالي 35دقيقة، يكون خلالها بمنأى عن دخان عوادم السيارات وزحمة الطريق. المشكلة الوحيدة التي يصادفها هي طيور الأوز التي تعترض طريقه، والتي تفسح له الطريق مقابل رشوتها بقطع من الخبز. ويقول روزا "الرحلة بالقارب أبعد من المسافة التي أقطعها بالسيارة. ولكن التعرض للدخان والازعاج وزحمة المرور يعكر مزاجي طوال اليوم، أما التجديف فيجعلني في حالة استرخاء ولياقة عالية. وأقابل في طريقي الأوز والبط والحيوانات المائية الأخرى، بالإضافة إلى أن الرحلة بالقارب وسيلة لكسر الروتين وممارسة الرياضة. وبذلك أشعر وكأنني في إجازة". وكان روزا قد التحق بالعمل في شركة باترهام ماثيوز ديزاين قبل ستة أشهر كمهندس معماري تحت التدريب، ويبعد مقر الشركة ميلين عن منزله الذي يقع على شاطئ النهر في مدينة باث. وبدأ تنفيذ فكرته باستعارة قارب من أحد زملائه واستخدامه في الذهاب إلى العمل بعد حصوله على تعليمات عن كيفية استخدامه في الانترنت. وكانت تجربة ناجحة لدرجة أنه قرر عدم العودة للوسائل السابقة كاستخدام المواصلات العامة أو الدراجة في الذهاب إلى العمل. وأيضاً تستغرق رحلة العودة من العمل 35دقيقة ولكن بمجهود أقل لأنه في هذه الحالة يسير مع التيار.