يسعى الإنسان إلى تنمية واستغلال موارد بيئته بطريقة أو بأخرى لإشباع حاجاته الأساسية والثانوية عبر علاقاته الإنسانية في كل ما هو حوله من جماد ونبات وكائنات حيه ووفق احتياجاته الشخصية عبر أشكال متعددة من العلاقات الإنسانية مثل العلاقات الروحانية والعلاقات المادية والعلاقات المعنوية ومهما اختلفت الأساليب والغايات من وراء تحقيق تلك العلاقات الإنسانية فهي تعبر بجلاء عن الهدف الأساسي للإنسان وهي تسخير البيئة ومكوناتها إلى حياة أفضل لكي يؤدي الإنسان رسالته الدينية والدنيوية على الوجه الأكمل وربما يستخدم الإنسان كافة الطرق المشروعة وغير المشروعة للحصول على احتياجاته وهنا يبرز تأثير الدين والعلم والثقافة في تحديد أنواع العلاقات الإنسانية البيئية ولعل أسمى تلك العلاقات هي حينما يفكر الإنسان في علاقاته الخارجية فيما هو أبعد من احتياجاته المادية والشخصية وهنا تنصب العلاقة على كل ما هو روحي ووجداني خاصة في علاقة الإنسان مع الخالق عز وجل وفي علاقته مع من حوله وتتميز هذه العلاقة بصعوبتها لما تنطوي عليه من مثالية قد يصعب على الكثير إتقانها. وتصنف العلاقات الإنسانية البيئية على حسب نوعية البيئة والإنسان حيث يتفاعلان سويا لتكوين جوهر العلاقة بين البيئة والإنسان فالبيئة الصعبة تحتاج إلى مجهودات كبيرة للتكيف معها، بينما البيئة السهلة تستجيب لأقل مجهود ويقع بين هاتين البيئتين بيئات أخرى متفاوتة من حيث درجة الصعوبة فالإنسان الإيجابي هو الذي يتفاعل مع البيئة بشكل كبير لتحقيق طموحاته وإشباع احتياجاته، أما الإنسان السلبي فهو إنسان محدود القدرات والمهارات ولاشك إن هنالك نوعية وسطية لاتبذل مجهودات خارقه ولكنها تستطيع التأقلم مع بيئتها بشكل مثالي وتتسم عادة هذه العلاقة التفاعلية بمشاعر الحب والولاء من الإنسان للبيئة ومن البيئة للإنسان كذلك وان كنا نفهم الحب عند الإنسان كغريزة مصدرها المخ .. وليس كما يظن البعض أن القلب هو مصدر الحب، فالقلب هو مجرد عضو يتأثر بإشارات المخ العصبية التي يرسلها له بالإضافة إلى الهرمون الذي يتفاعل ويتأثر بالبيئة المحيطة ولتفعيل الحب في العلاقات الإنسانية على الإنسان معرفة كيفية تحفيز القلب البشرى مع التصرف بشيء من الهدوء والصبر أيضاً وان كانت البيئة بحاجة إلي الحب والولاء فالإنسان بطبيعته يحتاجها أيضا وبصوره تفاعلية اكبر فالرجل غالبا يتمنى الحب ويقاتل من اجله وهذا مايفسر سلوك مراهقينا في الأسواق والأماكن العامة وليس صحيحاً أن ما يحركهم هي الشهوات الحيوانية فقط والمرأة كذلك تبحث عن الحب وتسعد به ولكنها تفرح أكثر عندما تجد من يقدر لها حبها ويثمنه لها عبر مشاركتها في أحلامها ومشاعرها الرومانسية. وختاما دعوه من القلب لتفعيل العلاقات الإنسانية البيئية ونشر مبدءا المحبة والتسامح ليس بين البشر فقط بل حتى البيئة المحيطة بنا ولكم تتخيلوا حجم العلاقة التي تربطني بحديقتي المنزلية فإزهارها وورداتها تعطيني مزيدا من الأمل والبهجة عندما أبادلها الدلال والإعجاب واخدمها بكل أريحية حتى تبقى علاقتنا توافقية وروحانية لأبعد حد. باحث بيئي @