نظمت ارامكو السعودية مؤخراً حملة التوعية الاولى بالعنف الاسري في مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) بالخبر تحت عنوان "كسر حاجز الصمت" وذلك من الساعة الثالثة عصرا وحتى الثامنة مساء. وتهدف هذه الحملة الى التعريف بمشكلة العنف الأسري وفهم مسبباتها ومن ثم مناقشة الحلول الممكنة لها حيث تشير الدراسات التي توضح ابعاد هذه المشكلة الى انه بلغ عدد حالات اساءة المعاملة التي تلقتها لجنة الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية في الرياض، في العام الماضي 508حالات، شكلت حالات الضحايا الذكور منها 56حالة، والاناث 452حالة وكان 48بالمائة من هؤلاء الضحايا بين سن 19و 35سنة، وبلغت نسبة الاطفال الصغار والرضع 17بالمائة وكبار السن 4بالمائة اما غالبية هذا الايذاء فقد تسبب فيه الآباء 29% والازواج 25% . وقد بدأت الحملة بآيات من الذكر الحكيم ثم كلمة الافتتاح للدكتور خالد الدراك رئيس قسم الخدمات الاجتماعية ورئيس اللجنة المنظمة للحملة الاولى للعنف الاسري والذي شكر فيها الجميع على الحضور ومما يدل على حرصهم لايجاد حلول مناسبة والتباحث حول الآثار السلبية للعنف الاسري وهذا كله يعكس الجدية بالالتزام بقضايا المجتمع السعودي. واشار في تعريفه للعنف الاسري على انه "الاستخدام المتعمد للقوة او القدرة الجسدية بالتهديد او بالفعل ضد شخص اخر تؤدي الى اصابته او وفاته او وقوع ضرر نفسي" واضاف الى ان الاحصائيات في المملكة تدل على ان الرجال يشكلون مانسبته 90% من المعتدين يقع نصفها من الازواج على زوجاتهم، ومابين العامين 2005و 2007ووفقاً لمركز الحماية الاجتماعية بالدمام تم الابلاغ عن 223حالة كانت 50% منها أي (111حالة) اعتداء جسدي و35% (79حالة) اعتداء نفسي و4% أي (9حالات) تحرش و6% أي (14حالة) هروب. واشار الى انه استشعار لهذه المشكلة فقد شرعت دائرة الخدمات الطبية في ارامكو السعودية بتنظيم الحملة بهدف نشر الوعي بين افراد المجتمع وتسليط الضوء على عدد من الحالات ونشر معلومات اكثر دقة عن حجم الظاهرة. ثم بدأ برنامج حملة العنف الاسري بمحاضرة بعنوان (العنف الاسري نظرة عامة) قدمها من قسم الطب النفسي بمركز الظهران الصحي التابع لارامكو السعودية الدكتور عبدالصمد الجشي وتحدث فيها عن نوعية العنف سواء العنف الدفاعي او العنف الخبيث وتحدث عن العنف الذي ينبع عن حالة احباط مصحوب بعلامات التوتر. واشار في محاضرته الى العنف ضد الطفل مثل الضرب ولاعتداء العاطفي عليه مثل النقد اللاذع وقال الدكتور الجسي ان مصادر العنف هي العنف الاسري والعنف المدرسي والعنف المجتمعي "الخارجي" وقال لا توجد احصائيات دقيقة بالمملكة عن عدد حالات الاعتداء وقال انه تم اكتشاف 5100حالة عن طريق هيئة حقوق الانسان منها 5حالات تعرضت للعنف الاسري في جدة خلال عيد الاضحى المبارك. وابان في محاضرته الى انه اهم المسببات للعنف الفقر حيث شكلت الاحياء الفقيرة نسبة 46% واشار الى ان التأشر بالاصدقاء بما نسبته 50% قد يحول الطفل الى العنف واضاف ان هناك عوامل اخرى اجتماعية وخاصة علاقة الأبوين وكذلك سياسية ودينية وحتى وسائل الاعلام مثل التلفزيون تساعد على العنف لدى الطفل. ثم ورقة مقدمة من رئيس قسم الصحة النفسية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض الدكتور عمر ابراهيم المديفر بعنوان "الآثار النفسية للعنف الاسري" والتي تحدث فيها عن الصراع بين الجنسين وضرب مثال راتب الزوجة اذا كان اعلى . كما تحدث عن المسكرات والمخدرات انها من اسباب ظهور العنف الاسري بالمملكة وتطرق الى بعض الحالات المباشرة التي كان يعالجها وشرح اسبابها بصفة عامة بدون تحديد واشار الى المشاكل الزوجية واسبابها سواء ثقافي او اجتماعي او حتى علمي "الشهادات" بين الزوجين واشار في ختام محاضرته الى العوامل المساعدة على العنف الاسري. ثم قدم رئيس العيادات الخارجية بمستشفى حراء العام بمكة المكرمة الدكتور عادل الجمعان محاضرته بعنوان "كثير من العاطفة قليل من العنف" والتي اوضح فيها الجمعان ارشادات عامة للاسرة ومتى تلجأ الاسرة للمساعدة الخارجية او استشارة ذوي الاختصاص. كما قدمت الدكتورة هدى العيولي من لجنة الحماية الأسرية في الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية ورقتها بعنوان "دور وزارة الصحة في العنف الأسري" واوضحت العيوني الفرق بين لجنة الحماية وفريق الحماية وكذلك الاجراءات الرسمية التي تتخذها وزارة الصحة من حيث اجراءات النظام لتقديم البلاغ لاي جهة كانت. وفي الجلسة المسائية فتحت حلقة نقاش شارك فيها من مركز الظهران الصحي بارامكو السعودية الدكتور ياسين قدال وكذلك رئيس قسم الدراسات الاسلامية بجامعة الملك فيصل بالدمام الدكتور أحمد الحليبي بالاضافة الى الدكتور عمر المديفر والدكتور عبدالصمد الجشي والدكتورة هدى العيوني والدكتور عادل الجمعان. وقد خرجت هذه الحملة بعدة توصيات منها زيارة المدارس لشرح اسباب العنف الاسري وحقوق الطفل وخاصة في المراحل الابتدائية وتفعيل دور مراكز الاحياء وتفعيل الرقم المجاني لوزارة الشؤون الاجتماعية والاهتمام بدور الايواء وكان اهم التوصيات التي طالب بها المحاضرون هي زيادة المشرفيين التربويين بالمدارس وربط عقد النكاح بالفحص المبكر وربطه ايضاً بالتأهيل قبل الزواج.