شهد معرض "إبتكار 2008" الذي تنظمه مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية في فندق الفورسيزون حضوراً جماهيراً كبيراً من قبل طلاب المدارس،وعدد من المحاضرات. وتضمنت فعاليات وأنشطة البرنامج العلمي المصاحب لابتكار 2008محاضرة للدكتور سليمان مرداد من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وهو صاحب مجموعة من براءات الاختراع وتناول في محاضرته كيفية تحويل الفكرة إلى منتج وقال إن هناك أسساً رئيسية لبناء شركة جديدة أولها الموظفون أو فريق العمل والذي يجب أن يكون فريقاً متكاملاً، مؤكداً أن الفريق القوي هو مفتاح النجاح وأن الفريق الضعيف يؤدي إلى رفض الفكرة منذ البداية في الدول المتقدمة. وأشار إلى أن تشكيل فريق العمل المناسب يؤدي دائماً لى تطوير المنتج ويساعد على اكتشاف الجديد، مؤكداً أن تكوين الفريق القيادي هو بداية الطريق لإقامة شركة ناجحة لتأتي بعد ذلك مراحل بداية المغامرة، ثم صحة التقنية وملائمة السوق، وبداية المبيعات وتوسيع المنتجات ثم المحافظة على نمو الدخل. وأكد أن أهمية التركيز على مكافأة الشراكة وليس الأداء الفردي والعمل على تحقيق محفزات لفريق العمل وضرورة وضع أهداف محددة مستمد من حاجات السوق وربطها بما تضيفه من قيمة مضافة وعدم مكانة الشركة وتعزيز قيمتها والتركيز على العناصر الداخلية ثم اختيار النموذج الأولي قبل طرحه في الأسواق. المحاضرة الثانية كانت لعبدالرحمن إسماعيل طرابزوني الباحث في جامعة MIT وشهدها وزير التجارة والصناعة السابق الدكتور هاشم يماني تحدث خلالها عن تجربته في الإبتكار ووصوله إلى العمل في شركتي مايكروسوفت وقبوله في جامعة MIT العالمية المتخصصة في التقنية. وبين أنه منذ صغره كان حريصاً على تقصي ورش العمل والمحاضرات التي تتحدث عن التقنية وأنه كان يخشى دائماً أن يتم استبعاده لصغر سنه، مشيراً إلى أنه لم يكن يملك جهاز حاسب آليا فينتظر نهاية الأسبوع حتى يذهب إلى منزل خاله ليستخدم حاسبه. ولفت إل أن والدته كانت تساعد على تنمية موهبته عبر شرائها مجلات وكتباً علمية له، إلى أن اشترى له والده جهاز حاسب آلي وقال "كنت أضع كتب الحاسب الآلي بداخل كتبي الدراسية كي أوهم أهلي أنني أذاكر دروسي". وأضاف أنه قرأ كتاباً لمؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس بعنوان the road ahead فازداد شغفه بالحاسب وقرر أن يسلك هذا الطريق فأرسل رسالة إلى شركة مايكروسوفت في الرياض لقبوله في برنامج تجربة برامج مايكروسوفت فتم تحويله إلى فرع مايكروسوفت في دبي الذين حولوه إلى فرع الشركة في مصر وهم بدورهم لم يفيدوه بشيء على حد قوله. وقال: عندها فكرت أن أراسل الشركة الأم في الولاياتالمتحدة الأميركية وتم قبولي كأصغر شخص مجرب لنظام بيتا في منطقة الرق الأوسط وكنت أضطر أن أصحو من نومي عند الثالثة فجراً في بعض الأحيان كي استطيع متابعة اجتماع الأعضاء المجربين لبيتا الذي يحضره نائب رئيس مايكروسوفت أحياناً. وأشار إلى أنه تلقى عرضاً للعمل في مايكروسوفت بعد تخرجه من الجامعة وفي عام 2005وصلته دعوة للمشاركة مع 13شخصاً حول العالم في مجلس إدارة مايكروسوفت المستقبل لبحث مستقبل التقنية في العالم. وعن بدايته مع جامعة MIT وهي التي تخرج منها أكثر من 72شخصاً حصلوا على جائزة نوبل، أكد أنه قبل ضمن أربعين طالباً حول العالم في الجامعة وتم تكريمه بالفوز بجائزة العلوم والتقنية للطالب العربي. وفي الفعالية الثالثة من فعاليات النشاط العلمي المصاحب لابتكار 2008م القى الدكتور إبراهيم علوي محاضرة بعنوان "كيف تكتب اسمك في سماء العظماء" تناول فيها قصة الطالب الياباني اوساهيرا الذي قضى خمسة عشر عاماً من الكد والتعب قضاها ما بين اليابان وإيطاليا لصناعة محرك ياباني قائلاً إن هذا الحلم بدا بأمنية ثم أصقلتها الدراسة النظرية والبحث العملي والعمل في ورش الحدادة في إيطاليا ليعود بعدها إلى اليابان وبعد تسع سنوات يستطيع إنشاء مصنع كان حصاده إنتاج عشرة محركات يابانية تؤشر لدخول اليابان عصر نهضة صناعية حملها إلى مقدمة الصفوف.