أحيا الرئيس الاميركي جورج بوش الذكرى الخامسة لحرب العراق بتأكيده امس انه غير نادم على قرار لا يزال يثير الجدل واعدا بما وصفه ب"انتصار استراتيجي كبير" رغم الشكوك المحيطة بنتيجة التدخل في هذا البلد العربي المنكوب بالاحتلال. وبعد خمس سنوات على ظهوره على شاشات التلفزة لتأكيد ان الولاياتالمتحدة بدأت ب"تردد" بقصف "نظام خارج عن القانون يهدد السلام باسلحة الدمار الشامل"، اعلن بوش انه رغم الثمن "المرتفع" الذي تم دفعه منذ ذلك الحين فان "الاطاحة بصدام حسين كانت القرار الصائب وهذه معركة يمكن لاميركا ان تربحها ويجب ان تنتصر فيها" - على حد تعبيره -. وفي وقت ينتظر فيه الاميركيون ان يقرر بوش قريبا ما اذا كان سيقوم بخفض عديد القوات الاميركية بعد تموز/يوليو، حذرهم من ان المكاسب التي سجلت منذ 2007في العراق "هشة ومعرضة للتغير" وانه لن يقوم بأي شيء لتهديدها. والحرب التي يحيي الاميركيون ذكراها الخامسة امس قبل يوم من موعدها، أدت الى مقتل نحو مليون عراقي وحوالى اربعة الاف اميركي. كما ادت الى نزوح ملايين الاشخاص وكلفت الولاياتالمتحدة عشرات مليارات الدولارات. واعتبر بوش في خطاب ألقاه في البنتاغون ان استمرار الجدل يمكن "تفهمه" لكنه كرر ما يقوله عادة: "على الاميركيين ان يحاربوا القاعدة في العراق لكي لا يحاربونها في الولاياتالمتحدة، والانسحاب بشكل سريع جدا سيؤدي الى الفوضى" و"سيشجع الارهابيين" - على حد قوله -. وهاجم "البعض في واشنطن الذين لا يزالون يدعون الى التراجع"، واتهمهم بالحديث الان عن الكلفة المالية للنزاع لانهم "لن يحظوا بصدقية بعد الان اذا قالوا اننا نخسر الحرب". إلى ذلك، اعتقلت الشرطة الامريكية 32شخصاً في واشنطن أمس عندما حاولوا اغلاق المداخل المؤدية إلى هيئة العوائد الداخلية في احتجاج بمناسبة الذكرى الخامسة للغزو الامريكي للعراق.وخطط المشاركون لاغلاق المبنى الذي يضم الوكالة الامريكية لجمع الضرائب في اطار احد الاحتجاجات المناهضة للحرب المخطط لها في انحاء واشنطن فيما تدخل حرب العراق عامها السادس. وقالت ارنستين فابز المتحدثة باسم مكتب انفاذ قوانين الهجرة والجمارك وهو وكالة تابعة للشرطة تتولى الاشراف على الاحتجاج ان 32شخصاً اعتقلوا امام هيئة العوائد الداخلية عندما عبروا الحواجز التي وضعتها الشرطة امام مداخل المبنى. وقال مسؤولون آخرون بالشرطة ان الاحتجاج كان سلمياً. وقالت فريدا بريجان وهي منظمة مع رابطة مقاومي الحرب "اردنا ان نحول باجسادنا بين المال وبين ما سيموله ذلك المال.. الحرب.. الاحتلال.. القنابل". وفي واقعة منفصلة بمنطقة ناشونال مول لوح نحو 100محتج من جماعة محاربون قدامى من اجل السلام المناهضة للحرب باعلام مقلوبة وهي علامة تقليدية على الضيق. ورددوا هتاف "بوش وتشيني مكانهما في السجن". واغلق عشرات المحتجين الغاضبين تقاطعا مزدحماً للطرق من الحي التجاري بالمدينة.