ارتفعت فاتورة استيراد النفط في الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الخمسة أعوام الماضية بنسبة 300% وبلغت خلال العام الماضي 327مليار دولار نتيجة إلى زيادة استيراد الولاياتالمتحدةالأمريكية من النفط الخام وتراجع الإنتاج المحلي وكذلك تنامي الاستهلاك في المرافق الصناعية والمساكن أثناء هذه السنوات التي سميت بالإدمان على النفط المستورد. وأشارت تقارير نشرتها إدارة الطاقة الأمريكية إلى أن هذه الزيادة في فاتورة النفط بالإضافة إلى ضعف صرف الدولار أمام العملات العالمية الأخرى احدث قلقا لدى الأمريكيين من احتمال تداعي أسعار السلع الأخرى لهذه الارتفاعات ما يشكل ضغطا على حجم التجارة الأمريكية . وتتوقع التقارير أن تزداد الفاتورة خلال العام الحالي إلى 400مليار دولار وقد دفعت الولاياتالمتحدة العام الماضي حوالي 254مليار دولار ثمنا لما يقارب من 10ملايين برميل يوميا من النفط المستورد بالإضافة إلى 82مليار دولار لشراء ما يصل إلى 3.5ملايين برميل يوميا من المشتقات النفطية ويعتقد أن تدفع الولاياتالمتحدة مبالغ أكثر هذا العام إذا ما أخذنا بالاعتبار انخفاض إنتاج النفط الخام المحلي مقارنة بارتفاع الطلب على النفط المستورد وخاصة من قطاع المواصلات. ومع التخوف من ضعف الدولار وتأثير ذلك على أسعار بقية السلع الا أنه بالنسبة للأمريكيين كان عاملا ايجابيا إذ ساهم في التخفيف من الفاتورة الخارجية. وتصدر الولاياتالمتحدة حوالي 1.4مليون برميل يوميا من المشتقات النفطية الثقيلة ذات الأسعار المتدنية. وتستهلك الولاياتالمتحدةالأمريكية حوالي 21مليون برميل يوميا أي ما يعادل 27% من إجمالي الإنتاج العالمي. في حين يصل إنتاجها اليومي من النفط 9ملايين برميل وهو يعادل 45% من احتياجاتها. وتعوض الكميات الفاقدة باستيراد 12مليون برميل يوميا لسد الفجوة بين الاحتياجات والإنتاج المحلي من النفط الخام،وهو ما يعادل 55% من حجم استهلاكها اليومي. وتستورد الولاياتالمتحدة 15% من حجم انتاج العالم من النفط الخام. ما جعلها تحتل المرتبة الأولى عالميا في التهام مصادر الطاقة بالعالم. وبرزت الدول الآسيوية كمنافس قوي للولايات المتحدة في الاستهلاك وذلك لتنامي صناعاتها ودخولها في مضمار التنافس الصناعي الدولي حيث جاءت اليابان التي تستهلك 5.4ملايين برميل يوميا في المرتبة الثانية مع أنها تستورد نفطها بالكامل فيما دلفت إلى المرتبة الثالثة الصين التي يبلغ استهلاكها 4.9ملايين برميل يوميا وهي تنتج أيضا 3.3ملايين برميل يوميا وتجري استكشافات تتجه بها إلى الاكتفاء الذاتي فهي الآن لا تحتاج إلا الى استيراد 2مليون برميل يوميا وترفد ذلك بالفحم الحجري الذي يسد حوالي 70% من احتياجاتها إلى مصادر الطاقة. وحاولت الولاياتالمتحدة إيجاد بدائل عن النفط لسد عطشها إلى مصادر الطاقة حيث اتجهت في عام 2006إلى إنتاج خمسة مليارات جالون من الإيثانول، ونحو 250مليون جالون من الديزل الحيوي، غير أن ذلك أدى إلى نتائج عكسية حيث رفع أسعار الذرة وقصب السكر الذي كان يستخدم لإنتاج الوقود ما أحدث انتقادات عالمية لكونه يهدد مصادر الغذاء العالمي.