مما لاشك فيه أن العنصر البشري هو الثروة الحقيقية لكل أمة على مر العصور وهو مفتاح التقدم والرقي وتحقيق آمال المجتمعات فبجهده تتم مختلف الأعمال وتترجم الخطط إلى أفعال ومنجزات. ولم يعد الفرد في نشأته مجرد جهد يبذل أو آلة دائمة الحركة لاتتأثر بعوامل ومتغيرات محيطه، بل هو سلوك بشري يستحق الاهتمام والرعاية وفق أسس وتنظيمات إدارية محكمة وتعاملات فنية تجعله يرغب في العمل وتتولد لديه الحوافز للقيام بمهامه المطلوبة بأعلى درجة من الكفاية. واهتمام القيادات الإدارية بالجوانب التحفيزية للأفراد من أبرز التحولات الحديثة والمهمة في مجال إدارة الأفراد للوصول إلى نتائج أفضل من جانب الأفراد، فكان لازماً على القيادات الإدارية أن تسعى إلى توليد الحماس لدى الأفراد، فإذا تحقق هذا كان ذلك كفيلاً بتحفيزهم على العمل بكل طاقتهم في سبيل الوصول إلى تحقيق أهداف المنشأة فحينما تولي حكومتنا الرشيدة جل اهتمامها وعنايتها بالفرد في مختلف قطاعات الدولة وتجعله في أولويات الاعتناء والتحفيز، فإن القيادات معنية بتنفيذ هذه الإجراءات ليكون الموظف في المكان المناسب وتراعى مجهوداته وإبداعاته وما يحققه من تميز في عمله وهذه خاصية إدارية رائعة. فعندما يكون الموظف حيث يجب أن يكون تصبح الأمور في نصابها والأعمال على مجرياتها، ومن هنا تسعى الإدارات إلى تحفيز موظفيها ودفعهم لتحسين الأداء، ولكل منا أن يقدر حجم الخلل ا لذي يحدث عندما لا تقدر جهود الآخرين ويتساوى المُجدُّ مع الكسول فإنها حتماً ستكون النتائج أقل ما توصف به أنها غير مرضية. فإذا كان علينا ان نحسن الاختيار في تقليد الأعمال والوظائف ونطمح إلى النجاح فإن علينا أن نضمن استمرارية هذا النجاح بالتحفيز، هذا الأمر لن يكون إلا من خلال جهود مكثفة ووعي إداري من القيادات بأهمية قياس أداء الأفراد وتقديره وتحفيز المتميز، وتصحيح جوانب التقصير وتحسين وتطوير طرق العمل إلى ماهو افضل بإتباع انظمة تحفيزية تفي بتلبية حاجات ومتطلبات الأفراد العاملين بما يحقق الأثر الإيجابي في أداء الموظف للوصول إلى الأهداف المنشودة للمنشأة.فإن للحوافز دوراً فاعلاً على تحسين أداء العاملين والتطوير لصالح العمل، مع الأخذ بأسباب التغيرات السريعة والحديثة في عالم اليوم إيماناً بأهمية الإبداع والتطوير والتميز والابتكار في مجال العمل، ومن هنا يجب علينا كمديري مدارس ان نهتم بكافة المعطيات التي يجب ان تتوفر في نظم الحوافز ليكون الثناء والثواب على قدر العمل فالواقع الوظيفي السليم يرفض التساوي في حصاد العمل ونتائجه وقدرات الأفراد ويحظر ذلك، فالله يقول في سورة الكهف الآية 30(إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)، ويقول تعالى في سورة العنكبوت الآية 69(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين). @ مساعد مدير عام التربية والتعليم للشؤون التعليمية بتبوكش