أكد وزير الدولة في الخارجية السودانية السماني الوسيلة أن التوصل الى مصالحة واتفاقية واضحة بين السودان وتشاد سيكون العامل الرئيسي في انتشار السلام في اقليم دارفور حيث إن النشاط المكثف لحركة المعارضة التشادية في دارفور وتشاد يعد العامل الأكبر في زعزعة الأمن في دارفور. وقال ل"الرياض" إن الحكومة التشادية لا تنكر وجود هذا النشاط للمعارضة في الداخل وفي اقليم دارفور ولو التزم كل طرف بما عليه من بنود في المصالحة فان السلام سيعم في اقليم دارفور لأنه اقليم قبائل متشابكة ويمتد النسب بينها الى داخل تشاد ولذلك فان الاتفاق بين حكومة تشاد والمعارضة التشادية سيؤدي الى سلام شامل في المنطقة بكاملها كما انه لن يمكن القوى الدولية الطامعة في الحصول على ثروات دارفور من اقتحام الاقليم وستعود العلاقات السياسية والتجارية بين البلدين بشكل كامل وستتواصل المساعدات السودانية لتشاد كدولة اسلامية شقيقة، مؤكدا ان العلاقات بين البلدين لا يجب الا ان تكون جيدة وودية واذا خرجت عن ذلك فان خسائر البلدين ستكون كبيرة. واضاف أن الجديد في المصالحة بين السودان وتشاد التي تمت في داكار بحضور امين عام الأممالمتحدة بان كي مون هو دخول اطراف جديدة فيها مثل السنغال والكونغو التي تم تكليفهما مع ليبيا من قبل الاتحاد الافريقي باحتواء الأزمة والجابون التي كانت من الدول السباقة في حل الوضع بين البلدين. وأشار الى أن المصالحة اقتضت التصالح بين الرئيسين ومواصلة العلاقات الطيبة بين البلدين واحترام حسن الجوار وعدم السماح لأي جهة باستخدام احد الطرفين لزعزعة الأمن في البلدين والعمل على مواجهة كل ما يهدد هذه العلاقة بالتشاور والحوار وادخال اتفاقيتي الرياض وطرابلس التي تمت بين الطرفين حيز التنفيذ وتشكيل لجان لتطبيق ما تم الاتفاق عليه لتكون الحدود بين البلدين تحت المراقبة المشددة من الجانبين وتحت اشراف الدول الوسيطة، مؤكدا ان الاتفاقية الأساسية التي تمت بين البلدين في الرياض هي اتفاقية كاملة المعالم حيث تشكل بموجبها لجان وزارية وامنية عسكرية وسياسية فنية ونصت على تكوين وحدة عسكرية مشتركة بين البلدين وتحديد خمس نقاط مراقبة داخل كل دولة ثم تشكلت لجنة رقابة عسكرية من ارتيريا وليبيا ولكن لم تنفذ الاتفاقية بالكامل لعدم اكتمال الاجراءات التشادية فيما يخص تأمين العدد الكافي من القوات للمساهمة في هذا الأمر. واوضح ان الاتفاق الجديد تم تحت رقابة من ثلاث دول وهذه الدول هي التي ستحدد في المستقبل الذي التزم بما عليه والذي اخل بالتزاماته مشيرا الى ان حكومة السودان تقدر الظروف التي مرت بها تشاد واضطرها الى عدم الوفاء بما جاء في الاتفاقيتين السابقتين حيث تعرضت الحكومة التشادية الى ضغوط داخلية من خلال حركة المعارضة التشادية. واضاف السماني ان الرئيس السوادني عمر البشير يثق كثيرا في رئيس تشاد بدليل تسليمه ملف دارفور كاملا وكان احد الوسطاء الاساسيين مع الاتحاد الافريقي ولكن تزامن نشاط المعارضة التشادية واختلافها مع الحكومة والضغوط الخارجية أدت الى قبول الرئيس التشادي بتدخل القوات الاوروبية في دارفور بعد معارضة شديدة في السابق مما شكل ابعادا اخرى لازمة دارفور جعلت المهمة صعبة امام الحكومة التشادية في التزامها بنشر القوات على الحدود بين البلدين لمنع استخدام اراضيها لعبور الاسلحة.