بعد أن حققت مجلة "قوافل" أول سبق صحفي احتفالي بالسينما الشبابية السعودية، في عددها السابق 23، مصحوباً بقرص "دي في دي" يضم نماذجاً من الأفلام السعودية، ها هي تعود في عددها الجديد 24الذي صدر مؤخراً هذا الشهر الجاري مارس، بملف مهم عن المسرح السعودي، وبهدية كتيب جميل يشتمل على أربع مسرحيات قصيرة لأهم الأسماء المسرحية السعودية، وهي: (الغنم) لمحمد العثيم، و(الجوقة) لعبدالعزيز الصقعبي، و(المحتكر) لفهد رده الحارثي، و(المسرحيون) لعبدالعزيز السماعيل. في افتتاحية هذا العدد الجديد من "قوافل" الصادرة عن النادي الأدبي بالرياض، وتحت زاوية "ألف الكلام" كتب رئيس التحرير الروائي يوسف المحيميد مقالاً بعنوان "أسئلة طويلة جداً بطول الغياب ذاته" منتقداً الوضع الثقافي في الداخل، وما تعرض له المسرح تحديداً من عوائٍق متعددة، جعلته يتواجد بأٍقل الشروط والمواصفات، وأشار إلى أن المؤسسة الرسمية مطالبة حالياً بتذليل العقوبات الراهنة: لا بد من تنظيم رسمي لإصدار تصاريح إنشاء دور مسرح وسينما وصحف ومعاهد تمثيل، وتذليل أي خطوات بيروقراطية أمام ذلك، والإسراع في إقرار نقابات أو اتحادات للمسرحيين وللتشكليين وللأدباء وغيرهم، تكون مستقلة بذاتها وبمواردها، تمارس نشاطها بكل حرية، وتتم مساءلتها لو تجاوزت نظاماً، ويحق لها الدفاع عن نفسها وأعضائها، هكذا نكون قد خطونا بشكل صحيح صوب آليات المجتمع المدني ومؤسساته الحرة. في باب الدراسات قدم د. عثمان بدري عن "قراءة أفقية في موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث"، كما ترجم عبدالله بريمي ومحمد بو عزة مقالاً للناقد أرون كيبدي فار عنوانه "محو الحواس، تدمير للسيميائيات: النص والصورة في مفهوم المابين"، كما كتب الروائي والناقد السوري نبيل سليمان عن "نحو رواية عربية تفاعلية ورقمية"، بينما قام د. حبيب بو هرور بالتوصيف الإجرائي لنظرية التراث عند الشاعر العربي المعاصر في "مقاربة لنظرية التراث والمثاقفة". وفي ثلاث دراسات نقدية تطبيقية كتب الأولى المغربي إبراهيم الحجري "شعرية المكان في ديوان: ملكة الجبال" للشاعرة القطرية سعاد الكواري، وكتب الثانية الناقد العراقي د. صبري مسلم عن "رواية شطح المدينة بين الأسطوري والشعري" للروائي المصري جمال الغيطاني، بينما كتبت الناقدة اللبنانية رفيف صيداوي عن "الأدب الروائي لجبور الدويهي" وأخيراً كتب الناقد السوري خلف الخلف "رؤى فادحة تتناسلها القسوة والسخط" وهي قراءة نقدية في مجموعة "أبناء الأرامل" للشاعر السعودي علي العمري. كما جاء أول حوارات العدد مع الروائي الجزائري واسيني الأعرج، إذ حاوره التونسي كمال الرياحي، الذي تناول أسراراً يعترف بها لأول مرة عن خيبته أثناء بحثه وتنقيبه لكتابة روايته: الأمير، وعن الأصدقاء الذين نصحوه بعدم قبول منصب وزاري، ثم تهافتوا من بعده على الوزارة، وغيرها من الأسرار المثيرة. في الحوارات أيضاً، تحدث الشاعر والناقد اللبناني شربل داغر مع الصحفية عزيزة علي، عن الرواية اللبنانية الراهنة، وسبب امتناع الكتاب العرب عن كتابة سيرهم الذاتية، وكتابة ما يشبه السيرة العمومية باستثناء "أيام" طه حسين، و"عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم، و"الخبز الحافي" لمحمد شكري. أما الحوار الثالث في العدد فقد أجراه محمد الجنيدل مع الروائي والقاص عبدالحفيظ الشمري، الذي تحدث عن تجربته في كتابة الرواية والكتابة للطفل. كما كتب القاص الفلسطيني محمود شقير في "ذاكرة مكان" عن "يوميات مواطن مقدسي تحت الاحتلال" في حين كتب "ذاكرة طفولة" القاص ظافر الجبيري. جاء ملف العدد عن المسرح السعودي، متزامناً مع مهرجان المسرح السعودي، واليوم العالمي للمسرح خلال شهر مارس، حيث أجرى رئيس التحرير حواراً مع الفنان والكاتب المسرحي د. راشد الشمراني، تحدث فيه عن عودة التفاؤل بحضور مسرح جيد، على المستوى المحلي أو العربي، كما أشار إلى تجربته السينمائية الأولى "صباح الليل" والتي سيعرضها في جميع مدن المملكة. بينما كان رئيس جمعية المسرحيين الممثل أحمد الهذيل في حوار أجراه معه هاني الحجي قال إن المرأة قادمة إلى المسرح السعودي بقوة، وأن ترشيح د. إيمان تونسي في مجلس المسرحيين هو أمر عاطفي لتسجيل حضور المرأة، كما اعتبر ما تقدمه أمانة منطقة الرياض من مسرحيات هو نشاط ترفيهي وبحث عن نجم جماهيري وحضور كثيف. وفي الملف المسرحي ذاته، والذي شارك في إعداده الكاتب المسرحي علي السعيد، قدم العدد تأبيناً لذكرى أسماء عملاقة قدمت الكثير للمسرح السعودي من بينهم: محمد العلي، بكر الشدي، عبدالرحمن المريخي، إبراهيم الحوشان، وسعد الخويطر. كما تحدث كل من المسرحي الأردني زكريا المؤمني، والمصري صبحي يوسف، والعراقي سمعان العاني عن المسرح السعودي في تحقيق بعنوان: المسرحي السعودي في عيون الآخرين. كما كتب الناقد أحمد الواصل بانوراما جميلة حول كابوس أحمد السباعي عنوانها: المسرح السعودي وقراءة لأزمة لا تنتهي. بينما كتب كل من المسرحي عبدالعزيز الصقعبي، والمسرحي فهد رده الحارثي شهادتين عنوانهما تباعاً: "أكتب وأسجل متعة الطفولة على خشبة المسرح الأولى" و"تجربة مسرح الطائف وستة عشر عاماً من صراع البناء"، كما جاء تقرير صحفي مطول حول الحدث المسرحي الأبرز، وهو إنشاء جمعية المسرحيين السعوديين. أما النصوص الإبداعية فقد شارك بها كل من: فريد رمضان، مازن اليحيا، منصور العتيق، نايف الجهني، فاطمة المحسن، عبدالله العثمان، منال السيد، خليل الجيزاوي، محمد الحميد، شريف بقنة، ممدوح القديحي، ومعتز طوبر. أخيراً كتب شتيوي الغيثي تحت باب "ياء الكلام" مقالاً حول معرض الرياض للكتاب، بعنوان: معرض الكتاب وخطوة للوراء.