المدن الاقتصادية والصناعية الجديدة بالمملكة والقائمة المزدهرة حالياً بما تكتنز من خبرات ناجحة مطالبة جميعها بضرورة خلق خطط إستراتيجية فاعلة فيما بينها تعزز أوجه التكامل والتنسيق في مختلف مرافقها الخدمية والصناعية المشتركة دون أدنى ازدواجية مثلاً الجبيل الصناعية ورأس الزور ، ينبع الصناعية ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ وغيرها الكثير وهذا يمثل في الوقع طموحات تسعى جاهدة إليها الهيئة الملكية للجبيل وينبع لأن ترى النور من خلال الاستفادة من تجربتها وخبراتها الرائدة في بناء المدن الصناعية النموذجية في العالم بما يخدم ويعزز وينوع مدخلات اقتصاديات البلاد إنفاذا للرؤى الحكيمة والخطط الطموحة التي وضعتها حكومة المملكة. وما يؤكد ذلك التكامل المطلوب الذي تنشده الهيئة الملكية وينشده الواقع ما طرأ مؤخراً من تكامل وثيق بين مدينة الجبيل الصناعية بتاريخها العريق ومدينة رأس الزور التعدينية الصناعية الجديدة الفتية التي ترتكز فيها أعمال شركة معادن الضخمة حيث ما فتئت الأخيرة من اللجوء للأولى للاستفادة من مدخراتها القائمة ليس فقط في دعم بدايات تكوينها بل أيضاً في البحث عن التكامل في مختلف اتجاهاته رأسي وأفقي وثيق يمتد في عمق الحاضر والمستقبل حيث بادرت وشرعت الهيئة الملكية في فتح أبوابها على مصراعيها لتقديم كل العون والمساندة لهذه القلعة التعدينية الجديدة في مختلف احتياجاتها ومتطلباتها الخدمية واللوجستية والتي اشتملت على مرافق الجبيل الصناعية وبنيتها التحتية لخدمة هذا الكيان الصناعي الجديد برأس الزور وذلك بمد جسور الاستقرار النفسي لعامليها وأسرهم من خلال توفير مشاريع الإسكان الراقية المتكاملة الخدمات بالجبيل الصناعية والطرق السريعة الجديدة التي تشيد حالياً لتربط بين المدينتين مباشرة بشكل خاص مما يجسد مثلا واقعيا وحيا لما ذهبت إليه الهيئة الملكية من مطالبات بضرورة التكاتف بين تلك المدن الاقتصادية الجديدة والصناعية القائمة. هذا فضلاً عن وفورات المواد الخام واللقائم المغذية لمنتجات معادن التي لن تتوانى الجبيل الصناعية عن تقديمها لمدينة رأس الزور للمساهمة في ازدهارها خاصة وأن التكامل الصناعي بين المدينتين الصناعيتين مشترك يخدم كلا منهما ويكمن في التدفقات التي تضخها الجبيل من الصودا الكاوية والأمونيا والكبريت والتي بالمقابل سوف تضخها أيضاً رأس الزور من حامض الكبريتيك وحامض الفوسفوريك والألمنيوم والتي تشكل لقائم تفاعلية مشتركة. وقد ساهم التقارب المكاني بين المدينتين الصناعيتين الجبيل ورأس الزور في إرساء أرض خصبة للتلاحم الذي يؤمل أن تحذو حذوه المدن الاقتصادية والصناعية الأخرى التي يتطلب من مؤسسيها ضرورة الاستفادة من الخبرات السابقة الناجحة التي اشتهرت بها المملكة على المستوى العالمي ممثلة بالجبيل وينبع الصناعيتين اللتين أيضاً حققتا تكاملا وثيقا رغم البعد المكاني الكبير بينهما من الخليج إلى البحر الأح