للأسف تحولت الرقية الشرعية بالقرآن الكريم الى استغلال الناس مادياً والى التلاعب بأعصاب المرضى الذين اتوا الى ذلك الراقي للتشافي بكتاب الله لذلك آن الاوان لوضع ضوابط معينة تنظم هذا العمل الشريف للحد من الجهلة والادعياء الذين اغرهم الجشع والطمع في الدخول في مجال الرقية الشرعية، نعم هناك ادعياء وجهلة امتهنوا القراءة على المرضى بلا علم ولا دراية من الناحية الشرعية وبلا معرفة واطلاع بالامراض الطبية النفسية. فلابد للراقي الشرعي ان يكون في قراءته على المرضى متحرياً لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وايضاً لا يمنع ان يستبشر الاطباء فيما الشكل عليه من الحالات المرضية النفسية التي يريد القراءة عليها، ولعلي في هذا المقام اضرب مثالاً واحداً لجهل بعض القراء، ومحاولة اقناع المريض بأشياء تؤثر في نفسه ويصبح اكثر قلقاً وتوتراً قبل مجيئة الى ذلك الراقي فبعض الناس مثلاً لديه حالة - ذهان - أو ما يعرف - بالفصام - أو انفصام الشخصية وهو مرض ذهاني خطير يتخيل المريض اشباحاً أو اشخاص ويسمع اصوات ويعيش حالات شك فيمن حوله ويكون عنده اضطراب في الكلام وتشوش ذهني ثم يأتي الى الراقي فيعرض نفسه عليه وبعد القراءة عليه يقول له انت بك مس من جان أو سحر أو عين فيزيد هذا المريض بلاءً وتعاسة، وربما قام ذلك الراقي بضرب هذا المريض او تعريضه للكهرباء بحجة اخراج الجان!! وارجو ان لا يفهم كلامي انني انكر الجن والسحر أو العين - معاذ الله - أن ننكر شيئا ورد بالقرآن الكريم او السنة المطهرة. انما ننكر الممارسات الخاطئة من قبل "بعض القراء" وإلا من المفترض على الراقي ان يقرأ على المريض بكلمات تؤثر سلباً على حياته. وعلى المعالج بالرقية الشرعية ان لا ينكر دور الدواء الطبي وان هناك امراضاً نفسية كالفصام والاكتئاب والوسواس القهري والرهاب الاجتماعي وغيرها يعالجها الاطباء النفسانيون ولابد من الجمع بين العلاج الطبي والرقية فلا تعارض بين الامرين والله الشافي. @ إمام وخطيب جامع التقوى بشقراء